كتب الدكتور أنور سعيد الحيدري في (الجزء الاول) من مؤلفه (المنبر والدولة) الصادر عن مركز الدراسات والبحوث، عن دور الإسلام في قيادة الدولة واهميته في تشريع القوانين، إذ ان الإسلام هو نظام متكامل للحياة، كون الكتاب هو قراءة في خطب الجمعة ودورها في تقويم المجتمع وتثقيفه.
تطرق (المنبر) إلى رؤية الإسلام للقيادة والدولة في أكثر من مناسبة لعل أبرزها (عيد الغدير)، فقد ذكر (المنبر) أن الإسلام بقدر ما أخذ بالتشريعات والأحكام الفقهية والعقائدية للناس، فإنه في الوقت ذاته اهتم بأمور القيادة والحكم التي تنظم أمر الناس.
قال سماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي "دام عزه" في إحدى خطب الجمعة بتاريخ 6 شباط 2004، إن "الإسلام باعتباره التشريع الإلهي الذي أراد بالإنسان الوصول إلى الكمال والسعادة اللائقين به في الدنيا والآخرة، فإنه كما أعطى الأهمية لنظرية التوحيد وما يتعلق بالبعث والحساب، أخذ بنظر الاعتبار تشريع نظرية الحكم والقيادة العامة لشؤون الناس"
مشيراً إلى، أن "الإسلام كنظام متكامل للحياة، كما أن له نظرة حول الكون والخارج والإنسان ومصيره، فإن له نظرة خاصة به تجاه القيادة التي تدير شؤون المجتمع وتسير أموره ومهامه"
وأضاف سماحته "بتعبير مختصر وشامل إن تحديد الشخص الذي يحفظ من خلاله الاتصال بين السماء والأرض كما كان ذلك الاتصال محفوظاً من خلال النبي ﷺ ، هذه النظرية التي اشتهرت صياغة التعبير عنها بنظرية الإنابة، والبحث عندنا هو بالإمامة الشرعية و(يوم الغدير) قبل أن يكون يوم التنصيب الرسمي من قبل النبي ﷺ لعلي بتعيينه خليفة للمسلمين، وإسناد منصب القيادة العامة للمسلمين بجميع شؤونها له بأمر من الله (عز وجل)، فهو مرتبط بالنظرية الإسلامية الحقة في مجال الحكم والقيادة للمجتمع من بعد النبي ﷺ ، أو ما يعبر عنه بمنصب الإمامة والولاية للمسلمين"