وردنا من الأخ الفاضل الأستاذ المساعد الدكتور محمد وسام المحنا التدريسي في كلية العلوم الصرفة / جامعة كربلاء المقالة التالية والتي يبدي اعجابه وانبهاره بموسوعة كربلاء الحضارية التي أصدرها مركزنا .
إن الكتابة عن مدينة كربلاء المقدسة من معالي الشرف، ففيها جسد سيد الشهداء (ع) كالدر في الصدف، الذي بعث جده (ص) بالفصاحة المعجزة في البيان، والحجة الواضحة البرهان، فأنزل عليه الذكر العربي المبين، وجعل لحمله أمانه وحيه القوي الأمين، وأيده بالفضائل العظيمة، وحباه بالعطايا الجسيمة، إذ جعل عترته خيرة العتر، وذريته سادة البشر.
لقد انبرى في التدوين والكتابة مجموعة من الأماجد الشرفاء، وتسابق حول التأليف والتصنيف خيرة من الأساتذة الفضلاء، قد انتدبهم وكلفهم بهذا الأمر مركز كربلاء، وقد جرى هذا السباق في كل مراكز العتبة الحسينية، من أجل كتابة التدوين حول قضية كربلاء السرمدية، فكل واحد منهم أدلى دلوه مع الدلاء، واستخرج ما عنده من الأمور بأفضل عطاء، حتى اخرجوا لنا موسوعة كربلاء، وهي موسوعة علمية، جميلة حضارية، بحلة جديدة، ومزايا فريدة، فدونوا خلالها أجمل الصور والحقائق عن تاريخ هذه المدينة ومعالمها، وترجموا فيها مجموعة كبيرة من الوثائق.
إن ما كتب في هذه الموسوعة ليس فقط التأريخ الحديث والمعاصر، بل سجلوا ما جرى من في الماضي القديم والحاضر، إذ بينوا ما حدث فيها حتى وقعة الطف العظيمة، ومصائب الغاضرية الكبرى والأليمة، بأجمل أسلوب علمي رصين، وأحلى مقال فني متين.
نسأل الله أن يوفق العاملين عليها من أجل أكمالها، ويسدد الباحثين من أجل نشرها وإعمامها، فموسوعة بهذه المتانة والرصانة، ومادة علمية بهذه الفخامة والضخامة، قد وصلت أجزاءها الى يومنا هذا الى المجلد الخمسين، وتضمنت من المعلومات التي تربوا من المجلدات الى المئة والعشرين، حري بكل طالب علم أن يطلع عليها، وكل متتبع عن حقيقة أن ينظر إليها، ففيها ما يأمل من المعاني الجليلة، ومنها يستخرج كل القضايا النبيلة، فلا عجب فقد سطرت سيرة الشهداء من آل محمد الطاهرين، وحملت بين طياتها سيرة العلماء الربانيين، الذين سكنوا هذه الديار وعمروها، ونشروا فيها من العلوم وعطروها، فكل منهم كان يتشرف بحضوره الى كربلاء، وغيره يغبطه على هذه المكانة والعلياء، فهي التي ضمت بين طياتها سيد الشهداء، فهنئياً لمن كتب عنها، ووفق الله من حاز شبراً منها، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله الطيبين الطاهرين.