النبيّ محمّد (ص) كلمة الرحمة أصلها ثابت وفرعها في السماء... ندوة علمية دولية؛ نظّمها مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، ولتكون السراج المضيء في الذكرى الميمونة لولادة نبيّ الرّحمة وخاتم الرسل والأنبياء، سيدنا محمّد (ص)، وكذلك؛ هي صفعة توجّه الى كلّ مستخفّ ومستهزء بشخصية منقذ الأمة من الشرك، وعلى الخصوص الوجه المعاصر لتلك الإساءات المتكررة التي انتهجها خرفان أوربا ومشركيها، وعلى الخصوص الإساءات الماكرونية الفرنسية في بداية أوكتوبر الجاري.ومن منطلق الذكرى والتصدّي، نظّم مركزنا مساء السبت 31 /10 /2020 ندوته العلمية كملتقى عالمي عبر منصة (Free Conference Call).
والتي أدار دفّة حوارها ونظمها أ.م. دمريم عبد الحسين التميمي. فتناولت المحاضرات؛ الأبعاد الإنسانية والأخلاقية والعالمية لشخص النبي الأكرم (ص). فكان للأستاذ الياس هاشم من الجمهورية اللبنانية؛ وقفات على جنبات الشخصية الإنسانية للنبيّ (ص)، فيما اتجّهت محاضرة الشيخ عبد الأمير الكيلاني من العراق حول بيان البعد الأخلاقي، ليختتم الندوة والملتقى الشيخ عطا الساعدي من العراق باستعراض الجنبة العالمية لشخصية الرسول الأكرم(ص). وقد شهد الملتقى مشاركة محلية واسعة من قبل أساتذة الجامعات العراقية وأكاديميين وباحثين في المجالات التخصصية العلمية كافة، إضافة الى مشاركات عالمية من دول وعربية وأجنبية منها: الجزائر واستراليا وبريطانيا ولبنان والإمارات والأردن.
وتحدّث مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث الأستاذ عبد الأمير القريشي عن مناسبة انعقاد الندوة العالمية وملتقى الكلمة في رحاب الذكرى الميمونة لولادة سيد الكائناتJ قائلاً: ملتقانا اليوم استذكاراً لمولد أعظم رجلٍ في البشرية كلّها، فقد اصطفاه الله سبحانه من ذريّة آدم (ع)؛ ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، وأرسله بدين الحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وجعله قدوة المتقين، وشفيع المؤمنين يوم القيامة، وأكرمه سبحانه بشرف النسب من قريش التي تعدّ من أشرف قبائل العرب وأعظمها مكانة، إذ ينتهي نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم (ع). وفضّله الله تعالى بحسن الخلق، وشهد له بقوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ورزقه كمال الصورة، وقوة العقل، وفصاحة اللسان، وصحة الفهم، وقوة الأعضاء والحواس. وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده الصالحين بالإقتداء بمحمدٍJ، حيث قال: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيراً). وأشار القريشي الى الهجمة الهمجية المعاصرة ضد الإسلام، والإساءة لشخص النبيJ بالقول: وإن كنّا قد اعتدنا على خطابات الكراهية والإساءة من قبل الحكّام الأوربيين وأتباعهم وأذنابهم، غير أنّ تلك الهجمات الشرسة بحاجة الى توحيد الصفّ الإسلامي في التصدّي حوارياً وثقافياً لردّ الشبهات، ودفع الإتهامات بالأدلة الدامغة التي تدين أولئك الحكّام الذين طالما كانوا ولا زالوا رعاة للإرهاب العالمي الذي يتهمون به الإسلام، فهو صنيعتهم ونهجهم الدموي الذي اعتادوا واقتاتوا عليه منذ مئات السنين.