ج4
أسسها العالم الفاضل السيد علي أكبر بن السيد مير حسين القزويني الحائري (رضوان الله عليه). وكانت لديه مكتبة نفيسة، وقف كثيراً منها على المنتفعين، وجعل التولية للسيد هاشم القزويني (المتوفى بكربلاء سنة 1327 هـ)، وبعد وفاة السيد هاشم، نُقل جل كتبها إلى مكتبة المدرسة الهندية.
كانت تعتبر من خزائن الكتب النفيسة جداً، حوت مخطوطات ومطبوعات ناهز عددها في بداية تأسيسها ثلاثمائة مجلد، كان قد جرى تجميعها منذ عهد العالم الكبير السيد علي طباطبائي صاحب "الرياض"
وانتهى بها المطاف إلى أحد أحفاده وهو السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي (المتوفى سنة 1331 هـ)، وبعد وفاته، انتقلت إلى نجله السيد محمد صادق بن محمد باقر الحجة (المتوفى سنة 1337 هـ)، وبعد وفاة هذا الأخير، وزعت كتبها بين نجليه العالم الفاضل السيد باقر الحجة، وابن عمه العالم المرجع السيد عبد الحسين الحجة بن السيد علي (المتوفى سنة 1363 هـ). ولا يزال قسم من كتب هذه المكتبة موجوداً في مدرسة المجاهد العلمية.
اشتملت على ألف ومئتي مجلد كتاب بين مطبوع ومخطوط، وقد عُني بها صاحبها المرحوم السيد عبد الحسن الحجة، وزاد عليها مجاميع كبيرة من الكتب المطبوعة ذات القيمة العلمية، وقد بيعت بمجملها بعد وفاته سنة 1363 هـ إلى قريب له وهو السيد محمد مهدي الحجة الطباطبائي. وكانت توجد بين الكتب النفيسة والقيمة فيها نسخة خطية نادرة لكتاب "عمدة الطالب في أنساب أبي طالب" لمؤلفه السيد أحمد مهنا الداودي، ونسخة يتيمة لكتاب "مغنى اللبيب" في قواعد اللغة العربية لمؤلفه ابن هشام جمال الدين عبدالله بن يوسف بن أحمد بن عبدالله الأنصاري. ولا تزال البقية الباقية من كتبها المطبوعة والمخطوطة موجودة في العمارة الملحقة بمدرسة حسن خان العلمية.
أنشأها العلامة الكبير السيد الميرزا محمد حسين المرعشي الشهرستاني (المتوفى سنة 1315 هـ). وقد جمع فيها مؤلفات والده الحاج الميرزا علي الكبير والتي يزيد عددها على عشرين كتاباً، وكذا مؤلفاته هو بالذات، والتي يبلغ عددها نحو مئة مجلد تقريباً. وضمت فيما بعد مؤلفات نجله العلامة السيد الميرزا علي المرعشي الشهرستاني (المتوفى سنة 1344 هـ)، والتي بلغ تعدادها ما يقرب من خمسين مجلداً. ومن أنفس الكتب الخطية بها كتاب "زوائد الموائد"، الذي يبحث في علوم شتى.
أقامها المرحوم السيد مرتضى نجل السيد مصطفى آل ضياء الدين حينما كان سادناً لروضة سيدنا أبي الفضل العباس (عليه السلام) في كربلاء. وكانت في موقع قريب من مدخل هذه الروضة الشريفة. وقد حوت على ذخائر من التراث الثقافي الإسلامي والفكر الحضاري ومجاميع كبيرة من المخطوطات القيمة والنفيسة جداً. وكانت إلى جانب ذلك ملتقى لرواد الفكر والأدب والشعر، ممن يعنون بقضايا العلم والمعرفة. وتبعثرت وتفرقت هي الأخرى ولم يبق منها شيء يذكر.
كانت تحوي مجموعات كبيرة من الكتب العلمية والدينية والرسائل العملية والمخطوطات النفيسة والمطبوعات النادرة. وبعد وفاة صاحبها "المولوي حسن بن يوسف الأخباري"، انتقلت إلى ابن أخيه محمد جواد الأخباري الذي عُني بها وحرص عليها طول حياته وبعد وفاة هذا الأخير، قام شقيقه محمد صالح الأخباري ببيع قسم منها، وأهدى القسم الآخر إلى الميرزا عباس آل جمال الدين، وبذلك تفرقت أجزاء هذه المكتبة فلم تعد قائمة بعد.
كانت تحوي النفيس والنادر من المخطوطات والكتب المطبوعة ولا يعرف مصيرها اليوم وكان صاحبها الشيخ علي ابن الشيخ زين العابدين البارجيني اليزدي الحائري (المتوفى بكربلاء سنة 1333 هـ) عالماً فاضلاً ومدرساً قديراً ومصنفاً بارعاً وكان الشيخ علي اليزدي يؤم الجماعة في جامع يقع بالقرب من بيته الكائن في محلة العباسية الشرقية، وقد قام بفتح باب خارج بيته يؤدي إلى هذه المكتبة، فكان أهل العلم والفضل يرتادونها ويستفيدون من كتبها.
كانت عائدة إلى العلامة السيد هاشم بن السيد محمد علي القزويني الحائري (المتوفى سنة 1327 هـ) وقد حوت مجموعات من الكتب في الفقه والأصول والكلام والحديث وأكثرها مخطوطة، بينها كتاب نادر وفريد في نوعه باسم "إحقاق الحق". وقد تبعثرت وتفرقت بعد وفاة صاحبها، إذ أهدي قسم من كتبها إلى المكتبة الجعفرية التابعة للمدرسة الهندية بكربلاء، فيما بقي القسم الآخر بحيازة حفيده السيد محمد كاظم القزويني صاحب كتاب "الإمام علي من المهد إلى اللحد".
المصدر
نور الدين الشاهرودي،تاريخ الحركةالعلمية في كربلاء،دار العلوم،بيروت،1990،ط1،ص299