أقامَ مركز كربلاءَ للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة ندوةً إعلامية بعنوان (الاعلام بين الأدلجة والموضوعية) اليوم السبت 10 / 2 / 2024م على قاعة المكتبة. وشهدت الندوة إقبالاً واسعاً وحضوراً لافتاً من الفعاليات الأكاديمية والإعلامية والثقافية.
أدارَ الندوة الأستاذ عادل الصويري من شعبة العلاقات والاعلام الذي أكد سعي المركز إلى متابعة كل الظواهر ذات المساس بالواقع المجتمعي ومنها ظاهرة الاعلام المؤدلج، التي تُشكِّلُ تَحدِّياً حقيقيَّاً للرسالة الإعلامية.
وبدأت الندوة بعرض فيلم تعريفي تضمن نشاطات المركز وأهدافه.
وألقى الأستاذ المهندس حيدر المعموري مدير العلاقات والاعلام في هيئة الاعلام والاتصالات في الفرات الأوسط ورقةً بحثيةً حول مفهوم الأدلجة، وكيف صار الخطابُ المؤدلجُ علنيَّاً، لافتاً إلى أنَّ بعض وسائل الاعلام المعنية بنقل الحقيقة؛ صارت تأخذ مادَّتها الإعلامية من وسائل التواصل الاجتماعي التي غالباً ما تكون أخبارها ومنشوراتها انفعالية ولحظية، الأمر الذي يُعقِّدُ مسيرة الاعلام المهني. وأكَّد أن هيئة الاعلام والاتصالات تتابع بدقة ما يُنشر وتتخذ إجراءات بحق من يُخالف ضوابط الاعلام بمنع الأشخاص المخالفين من الظهور، وقد تصل العقوبة إلى إلغاء ترخيص القنوات الإعلامية في حال تكررت مخالفاتُها.
تحدثَ بعده الدكتور ماجد الخياط مدير المركز العراقي للدراسات والبحوث الإعلامية. وقال إنَّ الدول الغربية المهيمنة تُصدِّرُ لنا الفوضوية الاعلامية، بينما تمنعها في بلدانها، وتفرض قوانين صارمة على من ينتهج الفوضى في وسائل الاعلام. وقال في كلمته: "الموضوعية لا تعني تقديم الحقيقة كماهي؛ لأنَّ هناك معايير ومحددات يجب اتخاذها؛ لأن الاعلام صنعة ينبغي معرفتُها"
كما أشارَ إلى الخلط بين الأدلجة والخصوصية، وأنَّ مقولات خاطئة تتهم بعض القنوات ذات التوجه الديني بأنَّها مؤدلجة، بينما هي قنوات لها هدف محدد، وهو الحفاظ على خصوصيتها وهويتها، والحفاظ على الخصوصية لا يُعتبر إيديولوجيا.
فتح بعدها مديرُ الجلسةِ بابَ المداخلات، حيث تداخل كل من الأستاذ الدكتور رياض الجميلي والأستاذ الدكتور حسن الكريطي والأستاذ الدكتور منير الدعمي والسيد عادل الهاشمي والإعلامي هادي الموسوي والإعلامي إمام قاسم والإعلامي حامد عبد الخالق والإعلامي حسن هادي.
وقد أجابَ محاضِرا الندوة على الأسئلةِ التي وُجِّهت لهم مِن المتداخلين.
وفي ختام الندوة وزَّعَ الأستاذ عبد الأمير القريشي مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث الشهادات التقديرية على المحاضرين والمشاركين. وشاركَ أعضاء الهيئة الاستشارية في توزيع شهادات التقدير على المشاركين.
هذا ويواصل مركز كربلاء للدراسات والبحوث إقامة ندواته ومؤتمراته بالتواصل مع الجهات ذات العلاقة فيما يتعلق بالدراسات والبحوث الإنسانية والعلمية، عبر إيجاد أرضية مشتركة للتواصل المستمر بين أصحاب الفكر والرأي والقرار، والتعاون المكثف مع كافة المؤسسات النظيرة محلياً وإقليمياً ودولياً، بما يضمن تحقيق الأهداف المشتركة.