نظّم مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة الورشة العلمية الثالثة لاستدلالات جغرافية واقعة الطف بعنوان (دراسة موضع معركة الطف جغرافياً وطبوغرافياً) وذلك صباح يوم السبت 10جمادى الأولى 1442هـ الموافق لـ(26 كانون الأول 2020م)، في قاعة المركز، وحاضر فيها الأستاذ عبد الأمير عزيز القريشي مدير المركز، والأستاذ الدكتور زهير الجواهري عضو الهيئة الاستشارية العلمية للمركز.
كما حضر الورشة اللواء الركن أياد حسين عبود معاون قائد شرطة كربلاء المقدسة، والعميد الركن عبد الأمير الخاقاني رئيس أركان قيادة عمليات كربلاء المقدسة، وشهيد ياس خضر ممثلاً عن حركات لواء على الأكبر، وكذلك حضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والعلمية من جامعة كربلاء ووفد من المخيم الحسيني، وأعضاء الهيئة الاستشارية للمركز.
واستهل افتتاح الورشة الأستاذ عبد الأمير القريشي مدير المركز بمحاضرة استعرض فيها الاستدلالات التاريخية لموضع خيام الركب الحسيني من جانب الموقع الجغرافي. وبيّن القريشي: أنّ موقع المخيم الحسيني هو جزء من أرض المعركة وفق الروايات التاريخية واستدلالات تلك الروايات وما ارتبط بها من القرائن. وقد مثلها على الواقع الجغرافي مستعيناً بذلك على الخبرات الأستاذ الجواهري، حيث أوضح ذلك على الخرائط الكنتورية التي رسمها رقمياً مستعيناً بأحدث التقنيات الجغرافية العالمية. ثم استعرض الدكتور الجواهري معالم الخرائط التي وضعت لبيان تضاريس أرض المعركة في ذلك العهد، وارتفاعات تلالها عن منسوب سطح البحر، فضلاً عن بيان اتجاه المعركة وحدودها.
جاء بعد ذلك؛ الاستئناس بالرأي العسكري لتشخيص الوقائع التاريخية لمعركة الطف عام 61هـ وفق معطيات التضاريس التي أظهرتها الخرائط. وأفاد اللواء الركن أياد حسين عبود من خلال ما استعرضه من الشروحات العسكرية وطبيعة معركة الطف وما رافقها من الأحداث، وارتباط موضوعها بالتوجيهات العسكرية الحديثة في المعارك، وقال: إنّ الامام الحسين (ع) قام بتقدير الموقف بين جيش الكوفة واصحابه، حيث ان الامام (ع) لم يكن لديه العدد الكافي لتوفير الدعم والاسناد العسكري الكافي، لذ جعل المخيم الحسيني ضمن ارض المعركة مما ضيّق الخناق على الأعداء وجرّ المعركة لأطول وقت ممكن". ومن جانبه؛ أوضح العميد الركن عبد الأمير سلمان: ما نقصده بالجانب العسكري لثورة الأمام الحسين (ع) هو ما وقع من احداث دامية على ارض كربلاء بين جند الأمام الحسين (ع) وجيش عمر بن سعد يوم العاشر من محرم، والتي انتهت باستشهاد الأمام (ع) واهل بيته وصحبه وسبي عياله وأن هذه النهاية المأساوية أوحت الى الكثير من الباحثين الذين تعرّضوا لهذه الثورة بالحكم عليها بأحكام أقل ما يمكن أن يقال عليها أنها غير دقيقة، فبعضهم وصف الثورة بأنّها وإن كانت نجحت سياسيا الا انها فشلت عسكريا، او ان الحسين (ع) لم ينتصر عسكريا؛ ولكنه (ع) انتصر للمبادئ). وتحدّث ممثل حركات لواء علي الأكبر عن طبيعة تضاريس الواقعة وطبيعة تلالها ومدى استثمار التضاريس في اكتساب نقاط قوة للقتال.
كما شهدت الورشة نقاشات وطروحات متميزة أغنت الورشة إيضاحاً ونجاحاً، فضلاً عن طرح تساؤلات عديدة ومناقشات من قبل السادة الحضور حول بعض النقاط المهمة في البحث المقدم من قبل الأستاذ القريشي، والذي قدّم في نهاية الورشة شكره للحضور على مداخلاتهم القيمة.