شهدت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة كربلاء انعقاد ندوة علمية بعنوان (المكتبات في كربلاء مصدراً للمعرفة: دراسة في الواقع والتحولات)، بتنظيم مشترك بين كلية التربية ومركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، جاءت هذه الندوة كمبادرة نوعية لاستعراض واقع المكتبات في المدينة وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها في ظل التحولات التقنية والاجتماعية، بالإضافة إلى مناقشة ظاهرة عزوف الطلبة عن القراءة والبحث في جذورها وأبعادها.
حضر الندوة الأستاذ عبد الأمير القريشي، مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث، الذي شارك بمداخلة غنية بالمعلومات والرؤى خلال جلسات النقاش، في مداخلته، أكد القريشي على أهمية إعادة إحياء دور المكتبات كمراكز فاعلة للبحث والتعلم، مشيرا إلى أن المكتبات يجب أن تتماشى مع التحولات الرقمية لتعزيز دورها في المجتمع، وأوضح أن عزوف الشباب عن القراءة يتطلب معالجة متعددة الجوانب تشمل توفير بيئة محفزة داخل المكتبات وتنظيم برامج مبتكرة لتشجيع الشباب على القراءة والاستفادة من موارد المكتبات، كما أبدى القريشي استعداد المركز التام للتعاون مع الطلبة والباحثين من خلال فتح أبواب مكتبة المركز أمامهم وتوفير الدعم اللازم لإتمام أبحاثهم ودراساتهم العلمية، مؤكدًا أن المركز يسعى باستمرار إلى تعزيز دوره في خدمة المجتمع العلمي والثقافي.
تخللت الندوة مناقشات معمقة تناولت تاريخ المكتبات في كربلاء، ودورها في حفظ التراث الثقافي والعلمي للمدينة، إلى جانب التحديات التي تواجهها اليوم مثل قلة التمويل وضعف الترويج لأهميتها. كما ركزت الندوة على استعراض أسباب عزوف القراءة بين طلبة الجامعات وتأثير وسائل الإعلام الرقمية والتكنولوجيا الحديثة على تغيير عادات القراءة لدى الأجيال الجديدة.
شهدت الندوة تفاعلا واسعا من قبل الحضور الذين أبدوا تقديرهم الكبير للجهود التي بذلها مركز كربلاء للدراسات والبحوث بالتعاون مع كلية التربية للعلوم الإنسانية لتنظيم هذه الفعالية المهمة، وأكد المشاركون أن هذه الندوة مثلت خطوة جادة نحو معالجة التحديات التي تواجه المكتبات وتعزيز ثقافة القراءة، كما شددوا على أهمية متابعة التوصيات التي خرجت بها الندوة، والتي ركزت على تطوير المكتبات من حيث البنية التحتية والمحتوى، وتفعيل البرامج التثقيفية التي تحفز الشباب على القراءة، إلى جانب تعزيز الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والدينية لدعم المكتبات كمحاور أساسية للنهوض الثقافي والمعرفي.
وفي ختام الندوة، قدم عميد كلية التربية للعلوم الانسانية الأستاذ الدكتور هادي السعيدي كتاب شكر وتقدير للأستاذ عبد الأمير القريشي، تقديرا لدوره الفاعل في إنجاح الفعالية ومساهماته المتميزة في دعم الثقافة والبحث العلمي ، كما أشاد بالتعاون المثمر بين مركز كربلاء للدراسات والبحوث وكلية التربية لتعزيز البحث العلمي وإبراز دور كربلاء كمركز إشعاع ثقافي ومعرفي.