أفاد الكتاب المعنون بـ "البحث عن الملوك والغزاة-غيرترود بيل وعلم الآثار في الشرق الأوسط"، لمؤلفته "د. لـيـزا كـوبـر"، بإجراء وفد علمي ألماني رفيع المستوى، زيارةً ميدانية الى قلعة الأخيضر التاريخية جنوب غربي مدينة كربلاء المقدسة مطلع القرن الماضي.
وذكرت مؤلفة الكتاب، التي تعمل كباحثة وكأستاذة في مجال فن وآثار الشرق الأدنى بجامعة كولومبيا البريطانية، أن "تلك الفترة كانت قد شهدت تنافساً في نيل السبق بإكتشاف أسرار قلعة الاخيضر الشهيرة من قبل كل من عالم الآثار والراهب الكاثوليكي الفرنسي (لويس ماسينيون)، والباحثة التاريخية البريطانية (غيرترود بيل)"، مشيرةً الى "دخول طرف ثالث الى جبهة المنافسة، ألا وهي (جمعية المشرق الألمانية) أو (Deutsche Orient-Gesellschaft) التي تأسست في أواخر القرن التاسع عشر بهدف دراسة وتوثيق حضارة الشرق الأدنى".
وتابعت "كــوبــــر"، أن "أعضاءً من الجمعية المذكورة زاروا قلعة الأخيضر في الفترة التي غادرت فيها (المس بيل) بلاد ما بين النهرين، وبالتحديد بين عام 1909، وبين زيارتها الثانية للأخيضر في آذار 1911، وهي الفترة التي كان أعضاء الجمعية يخططون لنشر نتاجهم البحثي الخاص عن القلعة"، مضيفةً أن "تقريرهم ظهر بعد ذلك بوقت قصير، وتحديداً في عام 1912 بعد أن تم تأليفه بشكل أساسي من قبل المهندس المعماري وعالم الآثار الألماني (أوسكار رويثر)، وبالتعاون مع كل من الباحثيّن (فريدريش ويتزل) و(كارل مولر) العضوان في فريق التنقيب الخاص بمدينة بابل".
وأشار الكتاب الى أن "الوفد الألماني كان قد أمضى عدة أيام في الأخيضر، وبفضل مهاراتهم المعمارية المتطورة للغاية، وضعوا خططاً (لا تشوبها شائبة) لكل شبر من القلعة"، مؤكداً إن "مثل هذا التقرير سوف ينافس، إن لم يكن يتجاوز في تفاصيله الدقيقة، السجل الخاص بـ (المس بيل) عن القلعة، وهو ما أشارت اليه (بيل) شخصياً عندما نشرت تقريرها النهائي عن الأخيضر في عام 1914، حيث أشادت بعرض الألمان مشاركتها لرسوماتهم التي وصفتها آنذاك بـ (المتقنة)".
المصدر:In Search of Kings and Conquerors, Gertrude Bell and the Archaeology of the Middle East - Lisa Cooper. [Pg. 120-122]