يتكوّن الجهاز العصبيّ بشكل كامل من الأعصاب المُنتشرة في جميع أنحاء الجسم، والتي تُغطّيه بصورة كاملة من الرأس وحتى القدمين بغرض إستيعاب أكبر قدرٍ مُمكن من المعلومات المنقولة إلى الدّماغ الذي بدوره يعمل على تنبيه الجسم من أجل القيام بالتصرّف المُناسب، ومن بين أبرز هذه الأعصاب وأهمها، ذلك العصب الموجود في الأذن البشرية.
عصب الأذن، أو ما يسمى أحياناً بـ "العصب السمعيّ"، أو "عصب القوقعة"، هو عصب موجود في الأذن الداخليّة، يتولّى تحويل الأصوات التي تصل إليه إلى إشارات عصبيّة ونقلها إلى الدّماغ، فيُفسّرها ويُحلّلها ويعرف مصدرها من أجل إتمام عملية السَّمَع، إلا أن هذا العصب معرّض في بعض الأحيان إلى للإصابة بحالات مرضية أو اعتلالات قد تحُول بينه وبين نقل الأصوات إلى الدّماغ، وبالتّالي حدوث مشاكل في عملية السّمع، ومن أبرز هذه المشاكل هي التهاب عصب الأذن، أو ما يُعرف بـ "التهاب الأذن التيهيّ" الحاصل جراء إصابة العصب السمعي بالعدوى الطُفيليّة كالبكتيريا والفيروسات وغيرها.
ومن بين المسببات الأخرى لهذا الإلتهاب هو الإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد وحالات العدوى الفيروسيّة أو البكتيريّة، والتي قد تنتشر في هذه المنطقة المهمة من الجسم البشري وصولاً إلى الأعصاب التي تُغذّيها، ومنها العَصَبان السمعيّ والدهليزيّ، ذوي الأهمية البالغة في عمليتيّ السّمع والتّوازن، واللذان قد يؤدي التهابهما الى ظهور بعض الأعراض المتعلقة بفقدان السَّمَع (جزئياً أو كاملاً) في إحدى الأذنين أو كلتاهما، والتوازن العام للجسم، والإصابة بالدوار.
وفي معظم الحالات المرضية من هذا النوع، فإن التهاب الأذن يزول من تلقاء نفسه، فيما يستغرق عدّة أسابيع إلى أشهر للتخلّص من جميع أعراضه في حالات أخرى، حيث يعتمد الشفاء التام على تشخيص المسببات سواء كانت عدوى بكتيرية يمكن علاجها عبر أحد أنواع المُضادّات الحيويّة، أم أخرى فيروسيّة لا يمكن علاجها إلا ببعض الأدوية التي تقوم بتخليص الشخص المصاب من أعراض المرض بصورة تدريجية بطيئة.
المصادر/