8:10:45
بين الفتح الإسلامي وعصر تيمور... مكتبة مركز كربلاء تفتح بوابةً على التاريخ بكتاب نادر رؤى دوكسيادس.. الأساس الأول لتوسيع وتطوير كربلاء العمراني مجلة السبط العلمية المحكمة: منصة رائدة لنشر الأبحاث الرصينة إعلان مقام السيدة فضة ..علامة الإخلاص والولاء لأهل البيت في كربلاء "سبائك الذهب"... نافذة إلى عراقة القبائل العربية تفتحها مكتبة مركز كربلاء قامات علمية من كربلاء.. ضياء الدين أبو الحب رائد علم النفس في العراق مركز كربلاء يقيم ورشة تخصصية عن طب الحشود استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث مركز كربلاء للدراسات والبحوث يعزز التعاون الثقافي مع دار المخطوطات العراقية ومجلة اللجنة الوطنية جامعة بغداد تحتضن ندوة تعريفية بالمؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين إصدارات المركز تجذب الأنظار في مهرجان الشهادة السنوي الدولي بجامعة واسط إدارة المركز تعقد اجتماعاً لمناقشة مستجدات العمل في شعبة الدراسات التخصصية في زيارة الأربعين منظمة الشباب المسلم.. إرث من العمل الوطني والإسلامي خيانة الأمة و غشّ الحكام و الرؤساء...محمد جواد الدمستاني إعلان نتائج المسابقة الأدبية العالمية الثالثة لزيارة الأربعين "الاقتصاد والإمبراطورية"... تحفة فكرية عالمية في مكتبة مركز كربلاء أجتماع دوري في مركز كربلاء للدراسات والبحوث  يركز على تطوير اليات العمل الاعلامي دواوين كربلاء... منابر الأدب وصياغة الوعي الوطني مركز كربلاء يقيم مجلس عزاء بذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
نشاطات المركز
11:27 AM | 2024-12-11 35
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

رؤى دوكسيادس.. الأساس الأول لتوسيع وتطوير كربلاء العمراني

بدأ مجلس الإعمار العراقي في عام 1956م، في إطار سعيه لتطوير المدن العراقية وتنظيم الحواضر العمرانية، بتكليف مؤسسة "دوكسيادس" اليونانية بوضع خطة عمرانية شاملة لمدينة كربلاء، كان هذا التكليف استجابةً للنمو السكاني السريع والتوسع العمراني الذي شهدته المدينة، التي تعد من أهم المدن الدينية في العالم الإسلامي، عملت المؤسسة على دراسة الوضع الجغرافي والاجتماعي والاقتصادي للمدينة، وضعت تصميما يهدف إلى تحسين البنية التحتية وتوفير بيئة حضرية مستدامة قادرة على تلبية احتياجات السكان المتزايدين، استند التخطيط إلى نظرية "الإيكيستكس (Ekistics) "التي طورها المهندس اليوناني كونستانتينوس دوكسيادس، وهي نظرية تركز على التوازن بين الإنسان وبيئته والمجتمع، من خلال هذا المخطط، سعت "دوكسيادس" إلى تحويل كربلاء إلى مدينة قادرة على النمو المستدام، مع مراعاة الحفاظ على مكانتها كمركز ديني عالمي.

عملت المؤسسة على إجراء مسوحات ميدانية ودراسات تفصيلية لجميع قطاعات المدينة ومؤسساتها الحيوية، ووضعت تقريرًا شاملاً بعنوان "مستقبل مدينة كربلاء"، اشتمل التقرير على دراسة متكاملة مدعمة بخرائط موقعية تفصيلية حول الواقع الجغرافي والاجتماعي والسكاني والخدمي للمدينة، إضافة إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات العملية،وقد تبنت المؤسسة في تصميمها خط الزوايا القائمة، وهو نهج يوفر مرونة لإضافة امتدادات عمرانية مستقبلية دون المساس بالتخطيط القائم،مع مراعاة هوية المدينة القديمة.

على صعيد الإسكان، اقترحت "دوكسيادس" توجيه التوسع الحضري نحو الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة،وقد أثمر هذا المخطط عن ظهور العديد من الأحياء السكنية الجديدة، من أبرزها:

حي الإسكان: استُهدف لتلبية احتياجات الأسر ذات الدخل المتوسط، مع مراعاة التخطيط العمراني المتناسق والبنية التحتية المتكاملة.

حي الجمعية: أُنشئ لتقليل الكثافة السكانية في مركز المدينة، وتوفير بيئة سكنية حديثة ومجهزة بالمرافق والمؤسسات التعليمية والخدمية.

حي الموظفين: صُمم لاستيعاب سكن موظفي المؤسسات الحكومية، مع توفير خدمات تيسّر حياتهم اليومية.

حي المعلمين: خصص للعاملين في القطاع التعليمي، لتوفير بيئة قريبة من المؤسسات التعليمية وخدمات البنية التحتية.

حي الحسين: أحد أبرز الأحياء الحديثة وأكثرها اتساعا، وقد تميز بتخطيط دائري أنيق.

اعتمد المخطط على توزيع متوازن لهذه الأحياء بعيدا عن مركز المدينة التقليدي، مما أسهم في تقليل الازدحام في المناطق القديمة وتحسين جودة حياة السكان، كما حظيت البنية التحتية بأولوية، حيث تم تطوير شبكات الطرق والماء والكهرباء، إضافة إلى توفير المرافق العامة.

ورغم النجاح الأولي لمخطط "دوكسيادس"، إلا أن السياسات العمرانية اللاحقة، التي تلت مخطط عام 1978م [مخطط وزارة التخطيط الذي استند على مقترحات الشركة اليونانية]، لم تلتزم تماما بالتصميم الأساسي الذي وضعته الشركة، هذا التباين في التطبيق أدى إلى تفاقم المشكلات الحضرية بشكل كبير، حيث خرجت بعض القضايا عن السيطرة، ومع ذلك، يُعد مشروع "دوكسيادس" محطة محورية في تاريخ كربلاء العمراني، فقد أسهم في وضع أسس جعلت المدينة واحدة من أكثر المدن العراقية تنظيما وتطورا، مع حفاظها على مكانتها كمركز ديني عالمي.

 

 

راجع

د.رياض كاظم الجميلي،مدينة كربلاء دراسة في النشأة والتطور،البصائر،بيروت،2012،ط1،ص128

Facebook Facebook Twitter Whatsapp