8:10:45
كربلاء والبعد الثالث... قراءة عمرانية في عمارة العتبات الحسينية والعباسية قراءة في موسوعة الشيخ "محمد النويني" عن الحواضر العربية والإسلامية عظمة زيارة الإمام الرضا عليه السلام و يوم القيامة ... محمد جواد الدمستاني آل الأشيقر... جذور ذهبية تفرعت في قلب كربلاء من إسطنبول إلى مدينة الحسين... مركز كربلاء ينقّب عن التاريخ بالأدلة العلمية الرصينة من سيوفهم إلى أقلامنا... لماذا نعيد قراءة أنصار الحسين؟ بين الإنصاف والتجاهل... المستشرق بروكلمان وفاجعة كربلاء في ميزان البحث العلمي أسرة الأسترابادي في كربلاء... شجرة علمٍ سقتها دماء الشهادة فأثمرت بياناً فوائد المرض المستورة ... محمد جواد الدمستاني برعاية المرجع الشيرازي... جمعيات كربلاء التي زعزعت عرش الإمبراطورية البريطانية (1914–1945) في مكتبة مركز كربلاء… مخطوطة نادرة تروي حكاية قبيلة ربيعة عبر القرون بالفيديو || مركز كربلاء يستشرف المستقبل بندوة عن الذكاء الاصطناعي وزيارة الأربعين القزويني... العالم الذي صنع جيلاً من الفقهاء وثيقة تأريخية واحدة تكشف عن سلالة علويّة خفيّة في كربلاء قصيدة شعر الى الامام الباقر (عليه السلام ) || مركز كربلاء للدراسات والبحوث أخلاق الكربلائيين... منبر خالد يصدح بسيرة آل البيت "عليهم السلام" بنو الأعرج في كربلاء... شجرة النسب العريقة التي لا تزال تورق بالمجد والعلم مركز كربلاء يستشرف المستقبل بندوة عن الذكاء الاصطناعي وزيارة الأربعين تعزية الفيديو التعريفي || مركز كربلاء للدراسات والبحوث Karbala Center for Studies and Research
نشاطات المركز
07:05 PM | 2024-11-25 291
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

مهنة العطارين في كربلاء: عبق التاريخ وروح المدينة

مهنة العطارين واحدة من أقدم وأهم المهن التي عرفتها مدينة كربلاء المقدسة منذ القِدم، حيث ارتبطت هذه المهنة بالتراث الثقافي والاقتصادي للمدينة على مر العصور. وتتميز كربلاء بكونها مركزاً دينياً وثقافياً؛ ولذا كان للعطارين دور بارز في تلبية احتياجات الزوار المحليين والأجانب الذين يتوافدون إليها لأغراض دينية أو تجارية. 
كان العطارون منذ العصور القديمة من بين أولئك الذين ساهموا في تشكيل أسواق المدينة وتوفير احتياجات السكان والزوار من العطور والمواد الطبية والعلاجية. كانت هذه المهنة مرتبطة بشكل وثيق بالمناسبات الدينية والمواسم الروحية التي تشهدها المدينة، وخاصة في أيام الزيارات الكبرى مثل زيارة الأربعين، حيث يزداد الإقبال على شراء العطور والأعشاب.
وكان العطار في كربلاء يعتمد على مجموعة متنوعة من الأعشاب والزهور الطبيعية التي يزرعها بنفسه أو يستوردها من مناطق أخرى، ومن أبرز هذه المكونات: الورد الجوري، اللافندر، الياسمين، بالإضافة إلى الزيوت العطرية المختلفة مثل زيت الورد وزيت العنبر. كما استخدم العطارون مواد أخرى للعلاج مثل الزعفران والمسك والعود، التي كان لها دور كبير في الطب الشعبي التقليدي.
وتعد أسواق كربلاء التقليدية من الأماكن التي يكثر فيها وجود المحلات المتخصصة في بيع العطور والأعشاب. هذه الأسواق تمثل نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، حيث تظل الروائح العطرية المنبعثة من محلات العطارين تملأ الأجواء وتضفي على المدينة طابعاً خاصّاً. وكانت أهم هذه المحلات موجودة حتى أواخر القرن العشرين في عدد من الأسواق، منها: سوق (أبو البسامير) الواقع في منطقة ما بين الحرمين سابقاً، سوق الزينبية، سوق باب الخان المسقّف، سوق العلاوي، سوق باب الحسين المسقّف، وغيرها من الأماكن، ولكن غالبيتها قد اندثر بعد أحداث قمع الانتفاضة الشعبانية سنة 1991م(1).
ورغم التحديات الاقتصادية والتطور الصناعي والتكنولوجي، فإن مهنة العطارة في كربلاء لازالت تحمل في طياتها عبق التاريخ وروح الأصالة، ولازال العطارون يحافظون على تقاليدهم في خلط الأعشاب وتقديم الاستشارات الطبية لزبائنهم. وبالتالي، تبقى هذه المهنة شاهداً على التراث العريق لهذه المدينة المقدسة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)  الأستاذ علي حميد الحمداني، مقابلة شخصية، 22/11/2024.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp