في قلب مدينة كربلاء، وتحديداً في أروقة مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، تواصل وحدة المكتبة العامة مسيرتها الحثيثة نحو بناء مجتمع معرفي نابض، يعزز من مكانة البحث العلمي ويخدم شرائح واسعة من الأكاديميين والطلبة وعموم المهتمين بتاريخ كربلاء وحاضرها.
وفي إطار خطتها التطويرية لهذا العام، حرصت المكتبة على تنفيذ مجموعة من المشاريع والمبادرات النوعية، التي تركزت حول أربعة محاور أساسية، كان أولها إثراء المجموعة المكتبية الورقية، إذ شهدت المكتبة نمواً ملحوظاً في مقتنياتها، حيث تم تزويدها بعشرات العناوين الجديدة من المصادر المعرفية المختلفة عبر التعاون مع مؤسسات فكرية وثقافية بارزة، ثم فهرستها وتصنيفها وفق أحدث النظم المتبعة.
ولم تقتصر الجهود على الكتب فقط، بل توسّعت لتشمل مئات الرسائل الجامعية والأطاريح العلمية التي تم الحصول عليها من جامعات عراقية مختلفة ضمن سياسة التعاون المعرفي المشترك، كما تم تزويد المكتبة بآلاف المصادر الرقمية والمراجع الإلكترونية، مما يوفّر للباحثين فضاءً علمياً مفتوحاً ومتجدداً.
ثاني هذه المحاور تمثّل بالحضور العلمي والمجتمعي، عبر المشاركة الفاعلة والمميزة في الندوات والمؤتمرات العلمية ذات الصلة بعالم المكتبات وخدمات المعلومات، تعزيزاً لدورها التفاعلي والتخصصي في الساحة المعرفية.
أما المحور الثالث، ومن منطلق تعزيز التواصل بين العتبات المقدسة، فعّلت وحدة المكتبة آلية تبادل الإصدارات، حيث تم إرسال مجموعة من منشورات المركز الحديثة إلى أقسام ومراكز بحثية أخرى، كما استلمت المكتبة إنتاجات فكرية وعلمية من تلك الجهات، بما يعزز التنوع في محتوياتها.
وفي المحور الرابع من نشاطات المكتبة، فقد برزت قناة الـ "تلكرام" الخاصة بالمكتبة، كأداة حيوية للتواصل مع الباحثين والمهتمين، حيث يتم عبرها يومياً نشر مجموعة من الكتب الإلكترونية والمصادر المجانية القابلة للتحميل والقراءة، فضلاً عن الأخبار التعريفية بأنشطة المكتبة وخدماتها.
أما على أرض الواقع، فلا تزال المكتبة تستقطب الزوار من الطلبة والباحثين الذين يجدون فيها ملاذاً علمياً ثرياً، حيث يتم تقديم الدعم اللازم لهم في البحث والوصول إلى ما يحتاجونه من مصادر متنوعة.
ومن هذا المنطلق، يفتح مركز كربلاء للدراسات والبحوث أبواب مكتبته العامة أمام الباحثين والمهتمين، داعياً إياهم إلى زيارة هذا الصرح العلمي الفريد والاستفادة من مقتنياته النفيسة من الكتب والمخطوطات والمراجع المتخصصة، وذلك في موقعه الكائن بمنطقة باب بغداد، شارع السيدة زينب الكبرى "عليها السلام"، مقابل فندق البارون.