نذكر هنا التسلسل التاريخي للأمراض التي شهدتها المدينة والأعلام الذين ذهبوا ضحية تلك الأمراض:
سنة ١٣٤٨م: انتشر في كربلاء وباء الطاعون ومنه عم جميع الأقطار ولم يسمع بمثله ودام أكثر من سنة.
سنة ۱۳۷۲م: حدث طاعون جارف في كربلاء والنجف ومنها انتقل إلى بغداد وعبث فيها بعد أن فتك فتكاً هائلاً في كربلاء.
سنة ١٥٥٥م: حدث طاعون في كربلاء، ذهب فيه خلق كثي رمن سكان المدينة، وتوفي فيه الشاعر فضولي البغدادي.
سنة ١٥٩٢م: تفشى الطاعون في هذا العام في بغداد والقصبات المجاورة لها منها قصبة كربلاء، كما تفشي هذا المرض الخبيث مرة ثانية في مدينة كربلاء سنة ١٧٣٩م. سنة ۱۷۷۲م: داهم مرض الطاعون مدينة كربلاء في شهر شعبان ١١٨٦هـ/ ۱۷۷۲م لغاية شهر محرم الحرام سنة ۱۱۸۷هـ / ۱۷۷۳م، وحصد النفوس حصداً وفتك فتكاً ذريعاً حتى قيل لم يسلم منه الصغير والكبير والنساء حتى ساكني القصور والأكواخ، وانتشر هذا المرض الفتاك حتى شمل بغداد والحلة والنجف وسائر المدن الجنوبية حوالي ستة أشهر ثم زال نهائياً.
سنة ۱۸۲٠م: في أوائل هذه السنة ظهر مرض لم يسمع بإسمه (القوليرا) أو الهواء الأصفر أو الهيضة، سماه ابن سند بـ (الوباء) ثم جاء إلى الحلة وكربلاء ومكث في هذه الأماكن مدداً تتراوح بين عشرة أيام وعشرين يوماً، ومات في هذا الوباء خلق كثير في كربلاء يقدر عددهم ١٥ ألف شخص، غير أن السلطات في بغداد قد اهتدت بمساعدة الممثلية الإنكليزية إلى إيجاد دواء لهذا المرض الخبيث. ومن الأعلام الذين وافتهم المنية جراء هذا الوباء محمد كاظم الهزار جريبي.
سنة ۱۸۳٠م: حدث طاعون جارف هذه السنة وتوفي فيه جمع غفير منهم الشيخ شريف العلماء محمد شريف ابن حسن علي الحائري، والشيخ خلف بن الحاج عسكر الزوبعي وابنه الشيخ حسين الشيخ خلف، وتوفي الشيخ محمد حسن المامقاني بمرض الطاعون سنة ١٢٤٦هـ / ١٨٣٠م ودفن في كربلاء، وزال هذا المرض الخبيث أواخر شهر رمضان سنة ١٢٤٧هـ/ ١٨٣١م.
سنة ١٨٤٥م: في هذه السنة وقع الطاعون ببغداد وفي كثير من الأنحاء العراقية. وتوفي في الوباء في هذه السنة العلامة السيد إبراهيم القزويني في كربلاء.
سنة ١٨٦٥م: في هذه السنة حدثت الهيضة في بغداد لمدة قليلة فزالت في أواخر جمادي الآخرة ويقال لها "الهواء الأصفر والكوليرا وأبو زوعة".
سنة ١٨٨٠م: توفي في الطاعون سنة ۱۲۹۸هـ / ۱۸۸۰م السيد محمد باقر بن السيد مرتضى الطباطبائي اليزدي الحائري.
وآخر وباء مر على كربلاء هو وباء كورونا الذي بدأ بالتفشي والانتشار في أواخر 2019م، وأصيب فيه حوالي مليونان ونصف مواطن عراقي، وتوفي على أثره أكثر من 25 ألف منهم، حيث تعطلت الحياة وأصيبت الحركة التجارية بالركود بسبب إجراءات التباعد والوقاية من هذا الوباء الخطير الذي انتشر في جميع أنحاء العالم. ولا زالت التقارير والمصادر الطبية تشير إلى استمرار هذا الوباء لغاية الآن ولكنه انحسر بشكل كبير وضَعف تأثيره وخطورته حتى أصبح كسائر الأمراض العادية.
المصدر: مرتضى علي الأوسي، تاريخ الطب في كربلاء، ص68.