تعد الصناعات النحاسية واحد من أهم جوانب الموروث العراقي بشكل عام، والكربلائي بشكل خاص، وتدخل هذه الصناعات ومنتوجاتها في مفاصل متنوعة من الحياة اليومية، كالأكل والشرب والزينة وأغراض أخرى روحانية وتقليدية مميزة.
وهنالك نوعان من الصناعات النحاسية: الأول يتسم بطابعه التراثي العام.. أي الصناعات التي يوجد ما يماثلها في المدن العراقية الأخرى کالأدوات المنزلية مثلاً، والثاني يتسم بطابعه التراثي الخاص، أي الصناعات التي تنطوي على القيم الفنية المستمدة من البيئة المحلية والمرتبطة بالمعتقدات والتقاليد الشعبية والطقوس الدينية الكربلائية.
ومن أبرز الصناعات النحاسية الكربلائية التراثية: (طاسة الخلاص المنقوشة عليها سورة الكرسي) وتستخدم للشفاء من المرض، و(كف العباس) ويستخدم كفال خير، و(الطابوق النحاسي) الذي يصمم لتغليف قباب ومنائر العتبات المقدسة بعد ان يطلى بالذهب، و(رمانة العلم) التي توضع في أعلى العلم على رأس العمود. و(القماقم) مرشاة ماء الورد و (المباخر) المخصصة للحرمل والبخور، و(قدور الطبخ) الخاصة بالمناسبات الدينية، و(الشمعدانات) و(اللوحات الجدارية) المزينة بالنقوش والمنائر والقباب والآيات القرآنية، و(سماور الشاي). و(دلال القهوة العربية) و (المزهريات).
إن هذه الصناعات وغيرها لا زالت تشكل جزءاً رئيساً من الأعراف والتقاليد الكربلائية، وهي في أغلبها انعكاس للطابع الديني لهذه المدينة المقدسة، رغم أن كربلاء قد عاصرت وواكبت التطور الصناعي بشكل واضح، لكن الكربلائيين لا زالوا محافظين على تراثهم وأعرافهم الخاصة كجزء من هوية المدينة.