يعود تاريخ الحياكة في حضارة وادي الرافدين الى العصور القديمة، إذ اشارت الكثير من الألواح السومرية الى احتراف بعض السومريين هذه الحرفة، ، فقد كانت بلاد سومر مركزاً مرموقاً لصناعة الغزل والمنسوجات وخاصة الصوفية منها، وقد عرف سكان وادي الرافدين عدداً من الألوان البراقة التي استخدموها في تلوين منسوجاتهم الصوفية. وظل سكان وادي الرافدين خلال الحقبة البابلية والاشورية محافظين على هذه الشهرة في حرفة الغزل والحياكة، حتى ان المؤرخين اليونانيين كانوا قد ذكروا في مؤلفاتهم عن شهرة نسيج الكتان لعمل الثياب في وادي الرافدين.
وفي مدينة كربلاء المقدسة كان للحياكة سوقاً بمحلة باب السلالمة في عكد (الجاجين)، ومن العوائل المشهورة في حرفة الحياكة هم (آل جريدي) من عشيرة النصاروة، حيث كانوا يصنعون العبي الرجالية والنسائية بعد غزلها من صوف الأغنام، ومن الملاحظ على الحياكين أنهم يختارون المكان الرطب لمحلاتهم تسهيلاً لصناعة الخيوط. ولكن السوق اندثر حالياً بسبب التطور التكنولوجي واستيراد الخيوط والقماش من الدول الصناعية.