لا شك أن المستوصفات الصحية تعد من أبرز ضرورات الحياة في العصر الحالي، فهي تسهم في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين بطريقة غير مكلفة، نظراً لانتشارها بالقرب من جميع المناطق السكنية، بالإضافة إلى الأجور الرمزية التي تستوفى مقابل تقديم الخدمات الطبية المتنوعة مع بساطتها في الغالب.
وكربلاء المقدسة واحدة من المدن العراقية التي شهدت افتتاح العديد من المستوصفات منذ زمن بعيد، حيث افتتح أول مستوصف في كربلاء عام ۱۹۱۸ وأطلق عليه (المستوصف الحسيني)، وهو مستوصف كان تابع للبلدية، وكان المستوصف الحسيني عام ۱۹۳۸ عبارة عن بناية تتكون من 6 غرف وسردابين، وإيجاره السنوي (٦٢) ديناراً آنذاك، وتولى إدارته الطبيب السوري نظير علي أديب يساعده عدد من الموظفين الصحيين.
وفتح في نهاية الأربعينات من القرن الماضي مستوصف آخر في قضاء كربلاء سمي بالمستوصف العباسي، وكان مقره في بناية مستأجرة في منطقة باب بغداد.
في عام ١٩٦٠ كان في كربلاء ۱۱ مستوصفاً من الدرجة الأولى و۱۲ مستوصفاً من الدرجة الثانية ومستوصف واحد من الدرجة الثالثة، فيبلغ المجموع ٢٤ مستوصفاً. وقد أفتتح مستوصف حي الحسين بكربلاء وكان من الدرجة الأولى عام ۱۹٦٠. وأفتتح مستوصف الشريعة وكان من الدرجة الثانية في العام نفسه. وفي عام ١٩٦٨ تم افتتاح مستوصف باب طويريج، وهو من مشاريع الإدارة المحلية.
وما زالت المستوصفات في كربلاء تقدم خدماتها للمواطنين بشكل يومي، ولا سيما ذوي الدخل المحدود منهم، على أمل تطوير البنى التحتية والخدمات المقدمة في هذه المؤسسات.