من أقصى جنوب البصرة الفيحاء، وإيذانا ببدء مسيرة الزحف المليوني المقدس نحو قبلة الأحرار ومأوى الحسين وصحبه الأبرار (عليهم السلام) كربلاء المقدسة، انطلقت صباح اليوم الإثنين ٢٠٢٤/٧/٢٩ فعاليات مهرجان انطلاق مسيرة الأربعين الثاني عشر، الذي تقيمه مؤسسة الشعائر بحضور جمع من العلماء والفضلاء وأصحاب المواكب وخدمة الإمام الحسين (عليه السلام).
وبسبب موقعها الجغرافي كأبعد نقطة في العراق ينطلق منها زوار الأربعين، فقد دأب المنظمون لهذا المهرجان على إقامته سنوياً في منطقة رأس البيشة الحدودية، وهي منطقة ساحلية عراقية عند رأس الخليج العربي، في آخر نقطة من أقصى جنوب شبه جزيرة الفاو، وتعد مصب شط العرب، وأقصى منطقة برية عراقية داخلة في الخليج العربي، ومطلة عليه، وهي أقرب نقطة في الفاو إلى جمهورية إيران، وتبلغ المسافة بينها ومركز الفاو ٥ كيلومترات.
ومنذ أيام قلائل شهدت رأس البيشة انطلاق مسيرة الزائرين وسط ظروف جوية صعبة، حيث الارتفاع الحاد في معدلات الحرارة والرطوبة والسير بصعوبة ومشقة وسط كثبان الرمل والطين في مشاهد تجسد عمق الولاء والانتماء لسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، والحرص على استمرار هذه المسيرة الخالدة ذات القيم والمبادئ السامية التي أذهلت العالم باسره.
وتضمنت فقرات المهرجان، كلمات ومراثٍ وأشعار حسينية صاحبتها الدموع المنهمرة شوقاً لضريح المولى أبي الأحرار (عليه السلام) وحزناً على رزيته العظيمة، وكذلك تم رفع العديد من الرايات الحسينية الكبيرة لتبقى خافقة بالنصر والعزة والكرامة لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) وهم يقيمون هذه الشعيرة التي لم تنكسر على مر السنين، رغم مشائق أنظمة الفجور البائدة ودموية الإرهاب التكفيري الذي سحقته أقدام الزائرين وخدمة سيد الشهداء (عليه السلام) في أروع ملاحم النصر وقصص البطولة.