قال الفضيل بن الزبير الرسان الكوفي: وقتل من بني غفار بن مليل بن ضمرة عبد الله وعبيد الله ابنا قيس بن أبي عروة)، وقال ابن حجر: قيس بن أبي غرزة بفتح المعجمة والراء ثم الزاي المنقوطة بن عمير بن وهب بن حراق بن حارثة بن غفار الغفاري وقيل الجهني أو البجلي، سكن الكوفة ومات بها، وذكرهما الشيخ في عداد أصحاب الحسين عليه السلام بعنوان عبد الله وعبد الرحمن.
وقال الطبري: فلما رأى أصحاب الحسين أنهم قد كثروا وأنهم لا يقدرون على أن يمنعوا حسينا ولا أنفسهم تنافسوا في أن يقتلوا بين يديه فجاءه عبد الله وعبد الرحمن ابنا عزرة الغفاريان فقالا: يا أبا عبد الله عليك السلام حازنا العدو إليك فأحببنا أن نقتل بين يديك نمنعك وندفع عنك قال مرحباً بكما ادنوا مني فدنوا منه فجعلا يقاتلان قريبا منه وأحدهما يقول:
قد علمت حقآ بنو غفار وخندف بعد بني نزار
لنضربن معشر الفجار بكل عضب صارم بتار
ياقوم ذودوا عن بني الأحرار بالمشرفي والقنا الخطار
وقال الخوارزمي: إنه جاءه عبد الله وعبد الرحمان الغفاريان، فقالا : السلام عليكم با ابا عبد الله ! إنا أحببنا أن نقتل بين يديك، وندفع عنك. فقال : مرحبا بكم ادنوا مني فدنوا منه وهما يبكيان، فقال لهما : يا ابنى أخى ! ما يُبكيكما ؟ فوالله ! إني لأرجوان تكونا عن ساعة قريرى العين. فقالا : جعلنا الله فداك، لا والله ! ما نبكي على أنفسنا ولكن نبكى عليك، نراك قد أحيط بك ولا نقدر على أن نمنع عنك . فقال : جزاكما الله ياابني أخي بوجدكما من ذلك ومواساتكما اياي بأنفسكما أَحْسَنَ جَزاء المتقين ثم استقدما وقالا: السلام عليك يا ابن رسول الله ص فقال : وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته فخرجا فقاتلا قتالا شديدآ حتى قتلا.
وهذا مصداق لما ذهب اليه ابن . عساكر وغيره من ، أن ثلاثين رجلاً من اهل الكوفة كانوا مع عمر بن سعد لعنه الله فتحولوا الى الحسين عليه السلام فقاتلوا معه.
المصدر / عبد الامير عزيز القريشي / كتاب البالغون الفتح في كربلاء / شهداء من الأصحاب،ج3، ص ١٧٧.