لتوثيق جهود الجهات التي شاركت في إحياء زيارة عاشوراء وركضة طويريج، يقدم مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة تقريراً مفصلاً لدور هذه الجهات في إدارة هذه الزيارة المليونية التي شهدتها مدينة كربلاء المقدسة يوم الأربعاء الموافق 17/7/2024 بمشاركة نحو 6 ملايين زائر.
العتبة الحسينية المقدسة:
بحسب بيان لها، أشارت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة إلى أنها قد قد أعدت في هذا العام خطة محكمة ودقيقة وشاملة انطلقت من ليلة الأول من شهر محرم الحرام، فضلا عن تسيير عزاء (ركضة طويريج) وفق خطة تتوافق مع الطرق المتبعة في تنظيم الحشود المليونية منعاً للتدافع وحدوث حالات اختناق سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة، إذ خصصت ثلاثة مسارات لدخول العزاء إلى داخل الصحن الحسيني الشريف عبر أبواب (الزينبية، وقبلة الإمام الحسين عليه السلام، والرجاء) ، فيما خصصت أربعة مسارات لخروج العزاء عبر أبواب (السلام، والكرامة، والشهداء، وقاضي الحاجات)، وبما يتلاءم مع حجم المشاركين، الى جانب الاستعانة بأحدث كاميرات المراقبة لتسيير العزاء وفق خارطة تم وضعها من قبل الكوادر المتخصصة في العتبة الحسينية المقدسة والمتخصصين في مجال إدارة وتنظيم الحشود.
ولفت البيان الى أن الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ركزت في هذا العام على تكثيف الجهد الخدمي، سيما في الجانب الصحي عن طريق توفير عدد من المستشفيات الثابتة والميدانية المجهزة بأحدث المعدات الطبية والأدوية والمستلزمات الضرورية، ونشر (14) مفرزة طبية ومستشفى إخلاء ومركز طوارئ الى جانب تخصيص كوادر طبية متخصصة ومتطوعون من داخل وخارجه، وتهيئة كوادر تمريضية وكوادر جوالة للإخلاء الطبي يفوق عددهم (900) شخص تم تدريبهم للتعامل مع مختلف الحالات الطارئة، وكذلك نشر (24) نقطة إسعاف و(600) مسعف من جمعية كشافة الوارث التابعة لقسم التنمية والتأهيل الاجتماعي للشباب، مع تثبيت (5) نقاط طوارئ لدعم النقاط الإسعافية.
وفيما يخص الجانب الأمني أشار البيان إلى أن العتبة الحسينية المقدسة استنفرت جميع كوادرها إلى جانب الاستعانة بـ(6000) متطوع لتقديم افضل الخدمات للزائرين، الى جانب توفير منظومة مراقبة حديثة جدا لم يقتصر عملها على تامين الزيارة، وإنما استخدمت في مجال تحليل توزيع الزائرين، الى جانب منظومات خاصة للتشويش من أجل منع الطيران المسير غير المرخص، فضلا عن نشر عجلات اطفاء الحرائق وعجلات سلالم، وتخصيص اربعة (فرق إنعاش) تضم كل فرقة ضابطا و(14) عنصرا يحملون اجهزة (الاوكسجين) لمعالجة حالات الاختناق خاصة من قبل كبار السن بسبب شدة الحرارة والزخم البشري، فضلا عن ادخال منظومة الكترونية حديثة جدا- المانية المنشأ- مقسمة الى (10) قواطع موزعة على ابواب المرقد الشريف للسيطرة على جميع مناطق الصحن الحسيني الشريف وارسال الاشعارات في حال نشوب الحريق".
اما في المجال الخدمي فان أقسام العتبة المقدسة قد استنفرت جميع كوادرها لتقديم افضل الخدمات للزائرين على مدار (24) ساعة متواصلة، اضافة الى جهود مضنية كانت لشعب مرتبطة بعدد من الاقسام المعنية ومنها - شعبة التبريد وشعبة المواكب والشعائر الحسينية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة وشعبة المعرفين".
واوضح البيان ان "العتبة الحسينية المقدسة عملت على تخفيض درجات الحرارة وتوفير اجواء ملائمة لإداء المراسم من خلال تظليل الشوارع القريبة من مرقد الإمام الحسين (ع) ونشر عدد كبير من (مراوح الرذاذ)".
وزارة الصحة:
أعلن السيد وزير الصحة الدكتور صالح مهدي الحسناوي أن الوزارة قد نجحت في تنفيذ خطتها الصحية والتي تضمنت مشاركة اكثر من 20 الف موظف في المفارز الطبية وعجلات الاسعاف والمستشفيات والفرق الجوالة، و تقديم الخدمات الصحية لـ60 الف مراجع الى المراكز الصحية وما يقارب 25 الف مراجع الى المستشفيات الحكومية خلال يومي التاسع والعاشر من محرم الحرام، وذكر أيضاً أن مؤسسات صحة كربلاء قد شهدت 308 ولادة واجراء 350 عملية جراحية٠ وأن عدد عجلات الاسعاف الفوري 100 عجلة وقامت هذه العجلات ومسعفيها بنقل 1200 حالة من وإلى المفارز الطبية والمستشفيات .
وتابع أنه تم تنفيذ حملات للتبرع بالدم من قبل مصرف الدم في صحة كربلاء المقدسة اسفر عن جمع ما يقارب 2660 قنينة دم من الزوار الكرام.
وزارة النقل:
في بيان لها، أكدت وزارة النقل أن تشكيلات الوزارة (إدارة النقل الخاص وسكك حديد العراق ونقل المسافرين والوفود) وبقية التشكيلات الساندة ، استنفرت كافة جهودها ومركباتها وقطاراتها ، وفقا للخطة الخدمية التي أدارتها غرفة عمليات الوزارة، بالتنسيق مع الجهات الساندة في الوزارات والعتبات المقدسة والحكومات المحلية من أجل تفويج الزائرين بانسيابية عالية.
وبيّن السعداوي بحسب البيان ،أن "الخطة الخدمية التي أشرف عليها ميدانيا الكادر المتقدم للوزارة من وكلاء ومدراء عامين، اشتملت على تخصيص وإدارة عمل 40 ألف مركبة من قبل الشركة العامة لإدارة النقل الخاص ، توزعت خدماتها بين محافظات كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وبابل ، بينما زجت الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود بأكثر من ٢٥٠ باصا وحافلة لنقل الزائرين الكرام ، فيما شاركت السكك الحديد بـ 11 قطارا في خدمة الزائرين ، انطلاقا من محوري : بغداد – كربلاء، والبصرة-كربلاء،وبالعكس.
وزارة الكهرباء:
أكدت وزارة الكهرباء أن الخطة الخاصة بها في زيارة عاشوراء نجحت، حيث تم توفير الطاقة على مدار 24 ساعة في كربلاء المقدسة، حيث تم زيادة إنتاج محافظة كربلاء المقدسة بــ (1612) ميغاواط، وتشغيل (85) محطة ثابتة ومتنقلة واستحداث (140) مغذياً. كما تم نشر (1500) مهندس وفني ونشر (230) آلية تخصصية، ومشاركة (23) مركز صيانة، وتوفير قطع غيار ومعدات.
وزارة الداخلية:
ذكر وزير الداخلية رئيس اللجنة الأمنية العليا لتأمين زيارة العاشر من محرم الحرام عبد الأمير الشمري في بيان له، أنه على مدار أيام متواصلة سخرت الأجهزة الأمنية والجهات الساندة الأخرى جهودها وإمكاناتها لتأمين زيارة العاشر من شهر محرم الحرام ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد سارت الخطة المرسومة لهذه المناسبة الخالدة وفق ما مخطط لها وتميزت بدور كبير للأجهزة الأمنية تخللها جهد استخباري عالي المستوى، مع مراقبة القواطع بالكاميرات وعلى مدار الساعة.
وفي سياق متصل، اختتم قسم أصدقاء الداخلية التابع لدائرة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية خطته لزيارة عاشوراء في كربلاء المقدسة، بالمشاركة في حملة كبرى لتنظيف شارع باب طويريج بعد انتهاء ركضة طويريج، بمشاركة فاعلة من متطوعي أصدقاء الداخلية ، كما كانت لهذا القسم حملات أخرى متنوعة بين (خدمية، وتوعوية، وأمنية). وسعى قسم أصدقاء الداخلية الى توحيد الجهود وتنسيقها بالتعاون مع متطوعين ومنظمات إنسانية وخدمية من أجل رفع الوعي الاجتماعي والصحي والأمني لدى جموع الزائرين في مدينة كربلاء المقدسة. وشملت خطة القسم كذلك تقديم الخدمات للزائرين ومساعدة الأجهزة الأمنية وإرشاد الزائرين.
هيأة الحشد الشعبي:
أعلن قائد عمليات الفرات الاوسط للحشد الشعبي، علي الحمداني، نجاح الخطة الامنية الخدمية لزيارة عاشوراء، مشيرا في تصريح صحفي إلى التطور الكبير في مستوى التنظيم والعمل الأمني والخدمات.
كما أكد الحمداني في تصريح سابق، أنه تم الاستعانة بطائرات تكتيكية وكاميرات حرارية ومفارز من 2800 عنصر لتأمين زيارة عاشوراء، فيما أوضح أن خطة تأمين زيارة عاشوراء سبقها تحضيرات تمثلت بتنفيذ عمليات استباقية تضمنت عمليات تفتيش وتأمين في قواطع البحيرات والخنافسة وكتف الرزازة الضفة اليمنى بمنطقة الرفيع والضفة اليسرى وكذلك في صحراء النجف الأشرف. وأن الخطة دعمت بانتشار عسكري في قاطعي بابل وكربلاء المقدسة ومنطقة ما بين الحرمين حيث ذروة الزيارة وكذلك في محافظات الفرات الأوسط المتاخمة لكربلاء ابتداءً من الأول من محرم الحرام. وتابع الحمداني انه "تم دعم الخطة في جانبها الفني والاستخباري بأكثر من 30 كاميرا حرارية تم نشرها في العقد المهمة في كربلاء المقدسة، وكذلك تم الاستعانة بـ 8 طائرات تكتيكية تطير بمديات تبدأ بـ 10 كم وتصل إلى 150 كم تقوم بمسح المحافظات المتاخمة لكربلاء المقدسة".
وأشار إلى أن "الخطة تضمنت عملاً مهماً آخر ضمن قاطع مسؤولية يبدأ من قنطرة السلام وصولاً إلى مجسر طويريج – داخل، حيث استنفر رجال الحشد في تفتيش المنطقة وتأمينها بمفارز مكافحة المتفجرات وكذلك الـ K9 ، كما تم نشر 2800 من عناصر الحشد الشعبي على شكل فلاتر في المنطقة هذه للمساهمة بدعم الخطة الأمنية.
جمعية الهلال الأحمر العراقي فرع كربلاء المقدسة:
أعلنت جمعية الهلال الاحمر العراقي فرع كربلاء المقدسة في وقت سابق، عن استنفارها الكامل لمواردها البشرية والآلية لتقديم الخدمات الإسعافية والطبية لزائري العاشر من محرم الحرام.
وقال المهندس فلاح محمد رضا مدير فرع الجمعية أن "خطة زيارة العاشر من محرم الحرام تقوم على تقديم الخدمات الاسعافية والطبية للزائرين والمشاركين بمواكب العزاء. واشار الى ان "كادر ومتطوعي الجمعية البالغ عددهم 150 منتسب ومتطوع جرى توزيعهم على ست مفارز راجلة وثابتة في مركز المدينة، وتم توفير الضمادات والعلاجات الطبية والنقالات سواء للمفارز الراجلة بحقائب اسعاف اولي ام المفارز الثابتة وهما مفرزتي باب طوريج و المركزية". وذكر أيضاً نشر مفارز راجلة في باب قبلة الامام الحسين عليه السلام وبين الحرمين الشريفين، وباب قبلة أبي الفضل العباس عليه السلام، و مقام الامام المهدي (عج)، ونشر مفرزتين في قضائي الهندية وعين التمر.
ونوه الى "تزويد دائرة صحة المدينة بخمس عجلات اسعاف مع سائقيها ومسعفين عدد اثنين للمشاركة بعمليات النقل والاخلاء للمستشفيات والمراكز الصحية للحالات الطارئة والمرضية اثناء الزيارة، ومشاركة العيادة الطبية المتنقلة بكامل كادرها الطبي من اطباء وممرضين ومتطوعين مع توفير العلاجات والادوية طيلة ايام الزيارة.
هيأة الإعلام والانصالات:
أعلن الدكتور علي المؤيد رئيس هيأة الإعلام والاتصالات مشاركة 725 إعلاميًا، و84 قناة فضائية في نقل وقائع زيارة عاشوراء.
وقال المؤيد إن "عدد الكاميرات الصحفية التي تواجدت في محافظة كربلاء المقدسة كان بواقع 538 كاميرا، فيما بلغ عدد الإعلاميين الذين وفدوا لتغطية المراسيم 725 إعلاميصا، منهم 633 محليًا، و92 أجنبيًا"، وأضاف "كما شاركت 15 إذاعة محلية و84 قناة فضائية في نقل وقائع الزيارة، حيث بلغ إجمالي ساعات البث المباشر من داخل المدينة المقدسة أكثر من 1108 ساعة".
وأشاد الرئيس التنفيذي لهيئة الاعلام والاتصالات بـ"الجهود الكبيرة التي بذلتها الفرق الإعلامية والأقسام المتخصصة في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية في دعم وإنجاح هذه التغطية الإعلامية، وإيصال صداها إلى العالم أجمع".
ومن الجدير بالذكر، أن مختلف القنوات الفضائية المحلية، قد خصّصت معظم أوقات بثها لنقل مظاهر إحياء موسم العزاء العاشورائي طيلة الايام العشرة الاولى من شهر محرم الحرام، لاسيما يوم العاشر، الذي شهد قراءة المقتل الحسيني، وركضة طويريج في كربلاء المقدسة.
الحكومة المحلية في كربلاء المقدسة:
أكد السيد محافظ كربلاء نصيف جاسم الخطابي مشاركة نحو 6 ملايين زائر في زيارة العاشر من محرم الحرام في المحافظة، وأعلن عن نجاح خطط زيارة عاشوراء كافة امنيا وخدميا والنقل والصحة، فيما تقدم بالشكر للحكومة المركزية وللعتبات المقدسة والوزارات الامنية والخدمية والى القيادات الامنية والخدمية في محافظة كربلاء، واهالي كربلاء والهيئات والمواكب الحسينية كافة.
من جهته أكد رئيس مجلس محافظة كربلاء الدكتور قاسم علي اليساري أن "كربلاء المقدسة وبجهود رجال الاجهزة الامنية والمؤسسات الخدمية وحرص ابنائها استطاعت ان تقدم الخدمات للمواطنين والزائرين" لافتا الى ان "المحافظة كانت قد وضعت خطة متكاملة وشكلت غرف عمليات خاصة بانجاح الزيارة المليونية حيث لم تشهد الزيارة اي خرق او مشاكل وانما سارت بانسيابية طبيعية عبر فيها الجميع عن مشاعر حزنهم بهذا المصاب الجلل".