واصلت المواكب العزائية لأطراف كربلاء مراسمها الحسينية اليومية في الصحن الحسيني الشريف بمناسبة الليالي العاشورائية الحزينة، في مشاهد مهيبة ترسخ هذا العرف الكربلائي السنوي خلال الليالي العشرة الأولى من محرم الحرام كجزء من تراث هذه المدينة المقدسة.
وفي الليلة الثامنة المخصوصة لشبل الإمام الحسن (عليه السلام)، وناصر عمه الإمام الحسين (عليه السلام)، سيدنا القاسم (عليه السلام)، خرجت جماهير أطراف باب الطاق وباب السلالمة وباب بغداد والبلوش وباب الخان والمخيم والعباسية والجمعية وباب النجف، لتعزي صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) في مراسم عزائية متنوعة تضمنت مجالس اللطم وحمل المشاعل والتشابيه وإشعال الشموع التي ترمز إلى زفافه (عليه السلام) في يوم عاشوراء بحسب مجموعة من الروايات، وكذلك الردات الحسينية التي هتف بها المعزون ابتداءً من حرم أبي الفضل العباس (عليه السلام) مروراً بمنطقة ما بين الحرمين الشريفين، وانتهاءً عند مرقد سيد الشهداء (عليه السلام).
وقد وثقت عدسة مركز كربلاء للدراسات والبحوث في تقرير صوري مشاهد العزاء التي استمرت لساعات متأخرة من الليل، في أجواء حزينة عم فيها الألم والحسرة لمصاب ذلك الفتى الهاشمي الذي رأى الموت في الحسين (عليه السلام) أحلى من العسل. فسلام عليه وعلى جميع المستشهدين بين يدي أبي عبد الله الحسين (عليهم السلام).
تصوير: علي صاحب الطائي