8:10:45
توسيع الحرم الحسيني من الجهة الغربية وضم مزار السيد إبراهيم المجاب للرواق جلسة حوارية في مركز كربلاء لبحث قدسية المدن المقدسة وإعداد مقترح نظام خاص إعلان  التعليم و التأديب يبدأ بالنفس ... محمد جواد الدمستاني مركز كربلاء يقيم ندوة توعوية حول مخاطر الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في مدرسة الخندق الابتدائية دعوة  وفد من المركز يزور مديرية تربية كربلاء المقدسة ويثمن تعاونها في مجال الدورات التوعوية للطلبة استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث المؤسسة القضائية في لواء كربلاء خلال العهد العثماني في اليوم الثالث من جولته البحثية: الوفد الآثاري الأوربي يزور منارة "الموقدة" في عمق صحراء كربلاء برنامج الرحالة ( 2 ) - أبو طالب بن حاجي محمد بك خان الاصفهاني كلمات سيِّد العرب أبي الحسن علي بن أبي طالب من كربلاء المقدسة: المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم (قدّس سرّه) يُسهم في حقن دماء الكرد العراقيين في اليوم الثاني من زيارته إلى كربلاء المقدسة: الوفد الآثاري الأوربي يزور قصر بني مقاتل الوفد الآثاري الأوربي يزور مركز كربلاء للدراسات والبحوث متحف العتبة الحسينية المقدسة، شاهد تاريخي على مر الزمن  في التنفير من البخل و البخلاء .... مجمد جواد الدمستاني المركز ينظم جولة بحثية لوفد آثاري أوروبي في صحراء كربلاء الغربية برفقة وفد من جامعة القادسية افتتاح دورة تدريبية في الخط العربي الرقمي بمركز كربلاء للدراسات والبحوث إدارة المركز تعقد اجتماعها الدوري مع شعبة الدراسات التخصصية في زيارة الأربعين
نشاطات المركز
06:27 AM | 2024-07-04 610
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

من المواقف الخالدة.. رسالة الإمام الشيرازي إلى عصبة الأمم بعد اندلاع ثورة العشرين

في موقف ناصع يعكس الشجاعة المعهودة لمراجع الدين العظام في التصدي لشؤون الأمة ورفض الظلم والعدوان، أرسل المرجع الأعلى في عصره آية الله العظمى الشيخ محمد تقي الشيرازي (قدس سره)، في 27 ذي القعدة 1338هـ الموافق 11 آب 1920، كتاباً إلى عصبة الأمم بعد أيام من اندلاع ثورة العشرين في العراق، مطالباً فيها بمساعدة العراقيين على مواجهة الاحتلال الإنكليزي وإنهاء المجازر البشعة التي ارتكبت بحق المواطنين، واستعادة حقوقهم المسلوبة.
وبحسب ما جاء في كتاب (كربلاء المقدسة في وثائق الثورة العراقية 1920) الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، فقد أرسلت هذه الرسالة إلى مقر الأمانة العامة للعصبة في مدينة جنيف عن طريق الحكومة الإيرانية.
وفيما يلي النص الكامل للكتاب:
"إنني لما قلدتني الأمة الإسلامية في المرجعية الروحانية أبث عنها صريح الشكوى إلى سامي مقام جمعية الأمم؛ بسبب ما تبديه الحكومة الاحتلالية البريطانية في العراق من ضروب القسوة وسفك الدماء البريئة، في حين أن العراقيين قاموا أكثر من المطلوب من الطاعة والرضوخ للضرائب، بل لكل جزاء وسيطرة شاءها الإنكليز وشاءها الهوى لهم، بيد أن العراقيين طلبوا إنجاز مواعيد الدولتين المعظمتين البريطانية والفرنسوية بمنح الشعب العراقي الكريم استقلاله في إدارة شؤونه وتدبير مصالحه العامة، وتأييد الدولتين لهذا الشعب الحر في إظهار رغائبه وحكمه الذاتي بتمام حريته، وعندما فاهت الأمة العراقية بطلب إنجاز هذه الوعود المقطوعة من الدولتين المذكورتين، ثار ثائر الحكومة الإنكليزية، فقامت معتمدة على قوتها دون الحق، ففتكت بالعراقيين فتكاً ذريعاً، وأخذت تهاجم بطياريها ومدافعها حتى عدمت من أعدمته، ونفت وسجنت من أرادته وأحرقت دوراً وهدمتها، ونهبت أموالاً وصادرتها، وعملت أعمالاً لا تأتلف وروح المدنية المزعومة فيها، بل أن الأعمال التي جاءت بها يأباها كل إنسان. عند ذلك قام العراقيون مدافعين عن أنفسهم وشرفهم بعد أن يأسوا من إصغاء حكومة بريطانيا لهم حتى للتفاهم معهم بصورة سلمية، وبصفتكم ناصري الضعيف جئنا بهذه النبذة اليسيرة، نعلمكم موقف حكومة بريطانيا بالعراق فنستجير بمن يمثل العدل، فانقذوا أمة تأبى أن تعيش دون أن تأخذ حقها الصريح المعترف به. ودمتم باحترام".
عند تحليل مضامين هذه الوثيقة التاريخية، نرى بوضوح صلابة المرجعية أمام بطش الحكومة البريطانية في العراق آنذاك، والشعور العالي بمسؤولية المرجعية كقيادة روحية وعقائدية للملايين من المقلدين والأتباع، وعدم الرضوخ لجميع الضغوطات ومحاولات الاستمالة التي عمل عليها الإنكليز لتحييد المرجعية عن التصدي لهذا الأمر، ولكن قد خفي عنهم أن مقام المرجعية والسر الإلهي في استمرار دورها الديني والروحي يكمن في تصديها لمثل هذه الأحداث، فحفظ الدين والمقدسات وحقن دماء المسلمين مرهون بمواقفها الرسالية الخالدة.
كما أن لغة الخطاب في هذه الرسالة قد تميزت بالدبلوماسية العالية الممزوجة بقوة الموقف والثبات عليه، وهذا يأتي من الحكمة والحنكة التي امتازت بها شخصية المرجع الشيرازي المعظم (قدس سره)، ففي الوقت الذي نقل فيه معاناة شعب مستضعف فتكت به قوى الاستكبار والظلم، والأمل في الخلاص على أيدي عصبة الأمم كحاضنة رسمية للسلام العالمي، لكنه نقل بشكل صريح أن هذا الشعب يأبى السكوت عن سلب حقوقه وتقييد حرياته، وأنه لم يلجأ إلى المواجهة الثورية المباشرة إلا بعد أن عجز عن الحلول السلمية التي لم تجد لها آذان صاغية من قبل حكومة الاحتلال.
إن هذه المواقف التاريخية للمرجعية، قد أرست دعائم قوتها وفرض هيبتها واحترامها من قبل جميع القوى والمنظمات العالمية، وعادة ما ترضخ لها كل الضغوطات والإرادات الخارجية في العديد من المحطات التي حفظت فيها الأرض والمبادئ والدماء.
تعليق: أسعد كمال الشبلي
مصدر الرسالة: كامل سلمان الجبوري، كربلاء المقدسة في وثائق الثورة العراقية 1920، إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 205.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp