الشيخ جواد بن جعفر بن مهدي بن موسى بن قاسم الأصفر الحائري، أديب و شاعر ولد في مدينة كربلاء حدود عام (١٢٩٣هـ / ١٨٧٦م) ونشأ فيها، واجتاحت مسيرة حياته ظروف من ضنك العيش والفاقة دفعته إلى ان يمتهن مهنة الخياطة ضماناً للعيش وسداً للرمق ولم تعق مهنة الخياطة طريقه الأدبي فقد واصل الطريق تحقيقاً لطموحه فحفلت به الأندية الأدبية وساهم في حلبات عديدة.
درس الأدب وعالج نظم الشعر، وكانت حياته طافحة بالبؤس والنكد والحرمان، ويا للأسف الممض، لم يصل إلينا من شعره إلا القليل الذي مال فيه الى التقليد وتغلب عليه مسحة التكرار الممل، فهو وإن لم يبلغ الصفوف الأولى للشعراء المعاصرين له بسبب انخراطه في سلك المهن الحرة، إلا إنه أجاد في النظم على الرغم من العقبات التي اعترضت سبيله، وأظهر نبوغاً مبكراً في اللغة والأدب وعلوم الدين والتاريخ.
زعلى الرغم من أن كتب السير والتاريخ لم تذكر الكثير عن مراحل حياته وتفاصيلها فإن قراءة أشعار ورصد بعض الحكايات المتفرقة عنه أو المتصلة به تكفي كشاعر عاش في وسط أجواء تتناسب وحجم شهرته، إذ كان شديد الحرص على المطالعة مع ضعف بصره وقلة ذات يده حتى مهر في فنون الشعر كلها، وقرض الشعر، وكان مقلاً فيه، فيعرب أحياناً عن خلجات نفسه بأبيات وقصائد قالها في المناسبات الخاصة، وشعره يخضع إلى طابع التقليد في الأسلوب والمنحى، وتناول في شعره الأغراض المألوفة كالغزل والوصف والرثاء والمديح والأخوانيات، وأخذ كثيراً من معاني المتقدمين فتفنن فيها، كما يتمتع الشاعر برهافة الحس ورقة الشعور معتمداً على المحسنات اللفظية البديعة من جناس وطباق ونحوهما.
ومن أشعاره المعروفة، قال عن ثورة العشرين:
قم حيّ قادة كربـــلا الأبطـــالا العاقديــــن مع الهــــدى آمـالا
حي البهالــــــيل الأباة كأنــهم أسد الشرى لا تختشي آجـــالا
الضاربين الهام في بأسائـــــها خاضــوا بكل بسالــة أهــــــوالا
في ثورة العشرين ثاروا ثورة صالوا على المستعمرين صيالا
لتذل أنــــف الأجنبي فلا ترى للظلـــــم صوتاً بيننـا يتعـــــالى
المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، مداد الوفاء في شعراء كربلاء، ص 101.