في ذكرى استشهاد برعمين محمديين من براعم الطف البريئة، ولدي سفير الإمام الحسين وخاصته مسلم بن عقيل (عليهم السلام) في الثالث والعشرين من شهر ذي الحجّة الحرام، نستذكر تلك الجريمة المروعة التي كانت استمراراً لسلسلة مصائب أهل بيت النبوة (عليهم السلام) في عرصة كربلاء.
كان الطفلان الشهيدان محمد وإبراهيم ضمن قافلة الإمام الحسين (عليه السلام) الذين تم أسرهما بعد واقعة الطف الأليمة، وتم سجنهما في الكوفة بأمر من عبيد الله زياد. وقضوا سنة في السجن، لكنهما هربا ليلاً بمساعدة مأمور السجن الذي كان من أتباع أهل البيت (عليهم السلام).
وبعد هروبهما اختبئا في منزل امرأة كان أحد أقاربها في جيش ابن زياد. وعندما أدرك هذا الرجل أنهم في منزل قريبته، أخذهم إلى ضفة نهر الفرات وقطع رأسيهما بلا رحمة، وألقى جثتيهما في النهر وأخذ رأسيهما إلى ابن زياد للحصول على مكافأة. ولكن إرادة الله تعالى حكمت بأن يأمر ابن زياد بقطع عنقه في نفس المكان الذي قتل فيه ولدي مسلم (عليهم السلام).
وبهذه الذكرى الأليمة، نرفع أسمى آيات الحزن والعزاء لمقام ولي الله وصاحب الثأثر مولانا الحجة بن الحسن المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، ومراجع الدين العظام والأمة الإسلامية جمعاء، لا سيما شيعة أهل البيت (عليهم السلام). ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.