في ذكرى استشهاد رسول الإمام الحسين (عليه السلام) وابن عمه وخاصته، غريب الكوفة سيدنا ومولانا مسلم بن عقيل (عليه السلام) في التاسع من ذي الحجة سنة 60 هـ، نستذكر الدور الرسالي الكبير لهذا البطل العلوي الهمام الذي ضحى بنفسه من أجل تبليغ رسالة ابن عمه وسيده الإمام الحسين (عليه السلام)، وإلقاء الحجة على أهل الكوفة. فكان نبراساً واضحاً للحق والحقيقة، واستمر في أداء تكليفه رغم كل المضايقات والخذلان المتوالي من قبل من بايعوه وساروا خلفه، حتى بقي وحيداً فريداً لا ناصراً له سوى ربه (جل في علاه)، فلاذ الجميع بالفرار عنه خوفاً من تهديدات الحكم الأموي الجائر، وطمعاً بالمغريات الواهية التي تلقوها مقابل التخلي عنه (صلوات الله وسلامه عليه)، ولاقى بمفرده آلاف الجنود الذين اجتاحوا أزقة الكوفة بحثاً عنه، فلم يعبأ بكثرة جمعهم، ولا ضراوة حقدهم، فواجه منيته ساحقاً رؤوس الكفر والفجور، ضارباً أبلغ دروس البطولة والشجاعة التي استلهمها من عمه أسد الله الغالب أمير المؤمنين (عليه السلام)، حتى قتل غدراً وغيلةً، فرموه من أعلى سطح الإمارة، لتتلقفه أيادي الملائكة بالحزن والعزاء، مبشرة إياه بالفوز والرضوان.
السلام عليه يوم ولد ويوم استشهد، ويوم يبعث حياً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إدارة مركز كربلاء للدراسات والبحوث
العتبة الحسينية المقدسة