عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إنّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوار قبر الحسين (عليه السلام) قبل أهل عرفات، ويقضي حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفّعهم في مسائلهم، ثمّ يثنّي بأهل عرفات فيفعل بهم ذلك).
على عادتهم السنوية، توافدت الحشود المليونية من المؤمنين صوب كربلاء القداسة، لإحياء شعيرة زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة، وذلك لما ورد عن ساداتنا أهل البيت (عليهم السلام) من تأكيد على زيارة سيد الشهداء (عليه السلام) في هذا اليوم المبارك، وما لهذه الزيارة من فضل عظيم وقضاء للحوائج وغفران للذنوب.
ورغم لهيب الشمس الحارقة، يصر الموالون على قراءة دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا اليوم الذي فضله الله تعالى وأجزل فيه الثواب والعطاء، في مشهد مهيب تعج فيه طرقات وأزقة مدينة كربلاء بجموع الزائرين الوافدين نحو طاعة الله تعالى وطلباً لمرضاته.
المواكب الحسينية هي الأخرى لها دور مهم في إحياء هذه الزيارة المباركة، حيث تواصل تقديم الماء والغذاء ومختلف وسائل الراحة التي تخفف عن كاهل الزائرين الوافدين من داخل العراق وخارجه، في ظل قساوة الظروف الجوية، في أجواء إيمانية لا غاية منها سوى التقرب إلى الله تعالى وطلب الشمول بعطفه ورحمته.
وقد ورد عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) مجموعة من الأعمال التي يستحب أداؤها في هذا اليوم المبارك، منعها الغسل والصيام، وزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) فهي تعدل ألف حجّة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها بحسب الأحاديث المتواترة في ذلك.
فسلام عليك سيدي يا أبا عبد الله ما طلعت شمس وما غربت، وعلى الأرواح الطاهرة والأنفس المطمئنة التي حلت بفنائك، وعلى زائريك وعشاقك وهم يتسابقون في هذا اليوم نحو الوصول إلى ضريحك المقدس، والدعاء تحت قبتك العظيمة.