الجزء الأول
يظهر تأثير المناخ وعناصره بشكل جلي في الفعاليات السياحية، ومنها بشكل خاص السياحة الدينية؛ كونها تتعلق بمدى الأجواء المناخية المناسبة للقيام بالفعاليات الدينية، وإقامة الشعائر.
وقد لخَّصَ (روبنسون) منذ عام 1976 عناصر الجذب السياحي التي هي الأساس في تطوير السياحة في الآتي:
1 الطقس الجميل
المناطق الطبيعية الجذّابة
3 العوامل التاريخية والثقافية
4 سهولة الوصول
5 وسائل الترفيه
6 توفير احتياجات الحياة الأساس للسائح
ولغرض تحليل أثر عناصر المناخ في حركة السياحة في محافظة كربلاء تم الاعتماد على البيانات المناخية لسبعة متغيرات ومعدلاتها لأحد عشر عاماً. وتبرز علاقة المتغيرات بالسياحة الدينية في الحالات الآتية:
أـ الاشعاع الشمسي: يؤثر الاشعاع الشمسي في السياحة من خلال توفيره لظروف طقسية ملائمة، إذ تعكس أهمية سطوع الشمس وطول مدة الاشعاع الشمسي في رحلات السياحة الداخلية والخارجية.
وتكتسب محافظة كربلاء شهرة واسعة ليس على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي في النشاط السياحي؛ وذلك لما تحتويه من معانٍ تاريخية، وما تضم أراضيها من مراقد مطهرة، إذ تضم عناصر جذب سياحية ودينية للوافدين إليها، ولا شك أنَّ إحياء زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام تعد عاملاً أساساً في توافد العديد من سكان العالم من جنسيات مختلفة على هذه البقعة المباركة.
ب ـ درجات الحرارة:
تُعد درجات الحرارة من أهم عناصر المناخ التي تتحكم في معظم العناصر المناخية الأخرى ومنها الضغط الجوي وتوزيع الرياح ونظام هبوبها، وكذلك التبخر في المسطحات المائية مما يسبب تكاثف بخار الماء، وحدوث التساقط مختلف أشكاله، وجميع هذه العناصر لها تأثير مهم في راحة الإنسان ونشاطه، مما يؤثر في النشاط السياحي.
وتتضح الخصائص الحرارية في منطقة الدراسة كما يأتي:
1. وجود صيف حار جاف إذ بلغ أعلى معدل لدرجة الحرارة في شهر آب نحو (37،8م)، ويُعزى سبب هذا الارتفاع إلى الموقع الفلكي والقارّي للمنطقة، وقلة تشكل الغيوم وطول النهار، وتأثير الكتل الهوائية المدارية القارية (cT).
2. أثناء فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة، إذ تسجل أدنى معدل لها خلال شهر كانون الثاني بواقع (11،2مْ) نتيجة القصر النسبي لمدة السطوع النظري والفعلي والموقع القاري، وتأثير الكتل الهوائية القطبية القارية cp مما تسبب بحالات برودة الجو
3. درجة الحرارة الصغرى: سُجل أدنى معدل لها في شهر كانون الثاني إذ بلغ (5،8مْ) فينا سُجل أعلى معدل لها في شهر تموز إذ بلغ (30،1مْ)
4. درجة الحرارة العظمى: سُجل أدنى معدل لها في شهر كانون الثاني إذ بلغ (17،1مْ) فيما سُجل أعلى مستوى لها في شهر آب إذ بلغ (45،6مْ)
5. درجة الحرارة الاعتيادية: سُجل أدنى معدل لها في شهر كانون الثاني إذ بلغ (10،8مْ) فيما سُجل أعلى معدل لها في شهر آب إذ بلغ (37،8مْ).
المصدر: م.د عباس طراد ساجت الفهداوي، بحث منشور في مجلة الأربعين العلمية المحكمة، إصدار مركز كربلاء للدراسات والبحوث المجلد الثاني، العدد الأول، ص272 - 274