8:10:45
كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم هلاك الاستبداد و نجاة التشاور ... محمد جواد الدمستاني موقف شهداء الطفّ... حين ارتفعت قيم الكرامة فوق رايات النفاق في مكتبة مركز كربلاء... المرجع الأهم للنجاح في إختبار التوفل الدولي مدينة الحسين "عليه السلام" في الأرشيف العثماني... ملامح سياسية واقتصادية يكشفها مركز كربلاء للدراسات والبحوث أسرار تحت أقدام الزائرين... ماذا تخبئ تربة كربلاء من كنوز زراعية وتاريخية؟ قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى المساجد ومجالس الأدب كمصنع للوعي... أسرار ازدهار الصحافة في كربلاء العمل في فكر الأنبياء "عليهم السلام"... صناعة الإنسان قبل صناعة الحضارة قراءة في كتاب: "الإمام المهدي في القرآن والسنة" سفر من نور في مكتبة مركز كربلاء كتب "الولائيات" بين المبالغة والوهم... مركز كربلاء يقرأ نصوص الطف بعين العقل والمنطق تحت شعار: "بالألوان نرسم الأمل".. مركز كربلاء يحلّ ضيفاً على أول معرض فني بمدرسة عراقية في مدينة قم المقدسة الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ... محمد جواد الدمستاني في إصدار علمي جديد... مركز كربلاء يسبر أغوار خزائن العتبات المقدسة الحوزة العلمية في كربلاء... مجدٌ نُقش بأسماء الكبار وتراث عظيم ينتظر من يزيح الغبار عنه
مشاريع المركز / اطلس كربلاء
09:18 AM | 2025-01-11 321
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

مدينة الهندية: حكاية التحول من أرض جرداء إلى مركز حضاري نابض بالحياة

لم تشر مصادر التاريخ الحديث إلى وجود السكن والاستقرار في مركز مدينة الهندية قبل حفر قناتها عام ۱۷۸۰م من قبل مؤسسة (أوده)الهندية، باستثناء بعض التلال الأثرية القديمة التي يعود تاريخها إلى العهد البابلي القديم (۱۹۹۸ ١٥٨٠ ق.م) ، وهي تبعد بضعة كيلو مترات شمال المدينة وجنوبها، ومما يؤكد ذلك وصف الرحالة الفرنسي (لجان) للمنطقة أثناء زيارته لها عام ١٨٦٦م برفقة السلطات العثمانية التي كانت تلاحق بعض الأهالي الذين امتنعوا عن دفع الضرائب، حيث وصف الهندية خالية من البيوت، لا أثر فيها للبشر باستثناء قبور بعض الشيوخ الصالحين وخياماً سوداء لبدو ضعاف البنية قساة الطبع، وبعد ذلك يشير  إلى بحيرة الهندية الواقعة غرباً، والمتكونة من فيضانات قناة الهندية، ويشبّهها و أهوارها بالسور الحصين الذي يحول دون وصول السلطات إلى أعراب المنطقة. أما الأراضي الممتدة فيما وراء القناة فهي أرض جرداء على حد وصفه.

 ومن خلال ما تقدم يتضح لنا أن التواجد السكاني في المنطقة كان موجوداً ولكن بصورة متفرقة، لاسيما بعد جفاف الأجزاء الشرقية من أراضي نهر الهندية والمتصلة بمنطقة الحلة المشهورة بزراعة الرز، مما شجع بعض العشائر إلى النزوح والاستيطان فيها، فبدأ الظهور التدريجي السكاني في المنطقة نتيجة للهجرات الأسرية والعشائرية التي شعرت بأن توفر الأرض والماء هو المكان الملائم للعيش والاستقرار فيها، وبمرور السنين تكاثر سكانها وازداد تطورهم الاجتماعي وأصبحت المنطقة مدينة حضارية تحيط بها المستوطنات العشائرية التي امتهنت الزراعة وتربية الحيوانات.

 شهدت المدينة خلال عهد الوالي العثماني مدحت باشا ١٨٦٩-١٨٧٢م، تطوراً واضحاً في إدارتها وتطور خدماتها الاجتماعية، الأمر الذي بموجبه تم ترشيحها إلى درجة قضاء تابعة إداريا إلى لواء الحلة عام ١٨٧٠م. وعلى الرغم من هذا التطور فإن المدينة شهدت صراعاً عشائرياً من أجل الاستحواذ على الأرض والماء، أو بين العشائر والحكومة بسبب سياستها التعسفية إزاءهم.

 وعلى إثر ذلك، كانت تسلخ منها مناطق تارة، وتارة تضاف أخرى فضلاً عن بعض الإجراءات الإدارية الهادفة لسد النقص الحاصل في الواردات أو لتعزيز مناطق سكنية أخرى، فخلال المدة ١٨٦٩-۱۹۰۰م كانت ضمن حدود القضاء عدة نواحي وقرى ومناطق مثل المسيب وجرف الصخر وسدة الهندية وأبو غرق والكفل وعوفي والطهمازية، وقسم من أراضي منطقة الكوفة الشمالية وبعض المناطق التي تقع ضمن أراضي أم عباسيات وخان الربع وخان النص.

 وعلى الرغم مما تقدم، فان المدينة تميزت بتطورها وتوسعها وظهور بعض الشخصيات العشائرية والاجتماعية والدينية التي تمثلت بدورها الواضح في حل الأزمات العشائرية ومطالبة السلطة العثمانية وإرغامها أحياناً للاستجابة لمطالب أهالي المنطقة.

المصادر:
1- فلاح محمود خضر، مدينة الهندية (طويريج) نشأتها وتطورها الحضاري)،2007، ص 38.

2- علي حمزة سلمان، الحياة الاجتماعية في مدينة طويريج، 1780-1914، ص1 وما بعدها.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp