لحصن الأخيضر أربعة مداخل في منتصف كل ضلع من الأضلاع الأربعة في السور الخارجي، أكبرها المدخل الذي يقع شمال الحصن وعرضه 16م، ويبرز بخمسة أمتار، ويقع في وسط الواجهة الشمالية. ويفضي هذا المدخل إلى رحبة أبعادها 5،80م طولاً، وعرضها 3م. وعلى جانبَيْ هذه الرحبة غرفتان خُصّصتا للحرس. يلي الرحبة دهليز طوله 13م ونلاحظ في الجدار، وعلى ارتفاع 2،70م حفرة مربعة قياسها 18×18سم على جانب الجدارين الشرقي والغربي ويبدو أنها مخصصة لخشبة المزلاق الذي يغلق الباب، مما يؤكد أنَّ هذا المدخل هو المدخل الرئيس للحصن، ويجب إحكامه جيداً.
وسقف هذا الدهليز مُقبى بسبعة أقبية متتالية، فإذا تمكن العدو من اجتياز المدخل الرئيس للحصن، فإنه يهلك في هذا الدهليز، ولا نجد مثل ذلك في أيِّ حصن إلاّ في حصن الأخيضر فقط.
ومن التحصينات الأخرى لهذا المدخل الشمالي وجود باب حديدي ينزلق رأساً من الأعلى، ويعرف هذا النوع من الأبواب بالسقاطة أو المتراس، وهذا الحاجز الحديدي يرفع إلى الأعلى في أوقات السلم، وينزل إلى الأسفل عند الحاجة، ويتم رفعه إلى الأعلى بواسطة حبال قوية.
وقد أكد العديد من الباحثين والمختصين في العمارة الإسلامية ومنهم الأستاذ الدكتور فريد شافعي، أنَّ مثل هذا التصميم لأبواب الحصون هو الأوّلُ من نوعه بالعالم الإسلامي وقد شمل هذا الأسلوب الدفاعي أبواب الحصن الأربعة؛ لذا اعتبر هذا التحصين ابتكاراً جديداً للعرب المسلمين ظهر واضحاً في حصن الأخيضر، وعليه يمكن اعتبار ذلك تطوراً مهماً في الهندسة الحربية العربية.
المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، محور التاريخ الإسلامي، إصدار مركز كربلاء للدراسات والبحوث، الجزء الأول ص104