8:10:45
الناجون من الهاشميين: محمد بن علي بن الحسين عليه السلام (الباقر) و زيد بن الإمام الحسن بن علي عليه السلام  المركز يصدر دراسة عن حوادث الدراجات النارية في محافظة كربلاء المقدسة ركضة طويريج ماذا تعني وما دلالاتها؟ الناجون من الهاشميين: الحسن بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) الوحدة الإسلامية والتعايش السلمي.. إصدار جديد عن المركز أبطال الطف: سويد بن عمرو بن أبي المطاع الانماري وعمران بن كعب بن الحارث الاشجعي أبطال الطف: زوجة الكلبي، وقاسم بن حبيب الأزدي إدارة المركز تعقد اجتماعها الدوري من منطقة ما بين الحرمين.. عدسة المركز توثق إحياء ذكرى دفن الأجساد الطاهرة. إعلان تأسيس مجلة (العطاء في حوزة كربلاء) يوم الثالث عشر من محرم الحرام : نستذكر دفن الأجساد الطاهرة لأبطال كربلاء أبطال الطف: عبد الله وعبد الرحمن ابنا قيس بن أبي غرزة الغفاري  الندوة الإلكترونية الموسومة القصائد الحسينية بين التراث والتجديد تقرير عن مشاركة الجهات الرسمية وغير الرسمية في إحياء زيارة عاشوراء ملايين المعزين يشاركون في شعيرة ركضة طويريج الخالدة بمشاركة نحو 6 ملايين زائر.. العتبة الحسينية تعلن نجاح مراسم زيارة عاشوراء في كربلاء المقدسة أبطال الطف: قاسط ومقسط ولدا زهير بن الحرث التغلبي في الليلة التاسعة من محرم.. مواكب العزاء تواصل إحياء الليالي العاشورائية عند المرقد الحسيني المقدس المركز يقيم ندوة إلكترونية عن القصائد الحسينية أبطال الطف: نعيم بن العجلان الأنصاري
اخبار عامة / أقلام الباحثين
09:37 AM | 2023-08-23 1175
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

المخيم الحسيني.. مواقد نيران ودموع غمام.. الموقع الحقيقي للمخيم الحسيني(الحلقة الثانية عشر)

جغرافية أرض المعركة:

قال الشهرستاني: إن الحائر هو عبارة عن وهدة فسيحة محدودة بسلسلة تلال ممدودة، وربوات تبدأ من الشمال الشرقي متصلة بموضع باب السدرة في الشمال، وهكذا إلى موضع الباب الزينبي من جهة الغرب، ثمّ ننزل إلى موضع الباب القبلي في جهة الجنوب. وكانت هذه التلال المتقاربة تشكل للناظرين نصف دائرة مدخلها الجهة الشرقية، حيث يتوجه منها الزائر إلى مثوى سيدنا العباس بن عليعليهما السلام، ويجد المنقبون في أعماق البيوت المحدقة بقبر الحسينعليه السلام آثار ارتفاعها القديم في أراضي جهات الشمال والغرب، ولا يجدون في الجهة الشرقية سوى تربة رخوة واطئة ورابية من جهتي الشمال والغرب على شكلٍ هلالي، وأن جغرافية المنطقة التي وصفها السيد هبة الدين الشهرستاني مازالت معالمها ظاهرة إلى يومنا هذا، إذ إنّ ارتفاع التلّ الزينبي شاخصاً للعيان، من الجهة الغربية.

وتعزيزاً لهذا الرأي تمّ إعداد مخطط كنتوري (طوبوغرافي) لأرض المعركة من قبل المستشار العلمي في مركز كربلاء للدراسات والبحوث البروفسور زهير عبد الوهاب الجواهري، إذ إنَّ المخطط أدناه يوضح موقع مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبا الفضل العباس عليه السلام المؤشر باللون الأحمر. وخلف مرقد الامام الحسين يظهر التل الزينبي من جهة الغرب، فضلاً عن التلال الأخرى الممتدة من جهة الجنوب والشمال. وفي وسطها أرض المعركة

ويبين المخطط أعلاه؛ أنّ أرض المعركة هي أرض فسيحة، يبلغ امتدادها ما يقارب (400) متراً، ومحاطة بثلاثة تلال؛ يبلغ معدل ارتفاع الواحد منها (11-12) متراً، وتمتد من الشمال الشرقي (من كف العباس اليمنى الحالي حتى جهة باب بغداد)، والجنوب (حالياً سوق الخفافين المقابل لمدخل الصحن الشريف للإمام الحسين عليه السلام باب قاضي الحاجات وشير فضة) والجنوب الغربي (التل الزينبي) على شكل هلالي مكونة فيما بينها وهاداً (منخفضاً.

الشواهد التاريخية للموقع الحقيقي:

عرف الحسين عليه السلام أنَّ أعداءه لا يتناهون عن منكر في سبيل النكال والنكاية به. استعد لدفاع الطوارئ عن أهله، ورحله، وانتظار قتله، لكنما وجد معسكره في أجرد البقاع عن مزايا الدفاع، وكان مع العدو رجالة سوء من أسقاط الكوفة، تبعوا شمراً الضبابي لطمعهم في الجوائز المشاعة، وجشعهم على بقايا موائد الرؤساء، وشوقاً إلى غنيمة باردة، فكان يخشى منهم على معسكره عليه السلام من كل الوجوه، ولاسيما أن هؤلاء الأذناب لا يلتزمون بما تلتزم به، رؤساء القبائل من آداب العرب.

فخرج الحسين عليه السلام من معسكره يتخير موضعاً مناسباً للدفاع. وبعدما سبر غور الوهاد والأنجاد، أشرف على سلسلة هضاب وروابي تليق حسب مزاياها الطبيعية أن تتخذ للحرم والخيم، وهذه الروابي والتلال متدانية على شاكلة الهلال، وهو المسمى بـ (الحير) أو (الحائر)، لكن هذا الحصن إنما يفيد من استغنى عن الخروج لطلب ماء، أو ذخيرة أو عتاد؛ وأما من لا يجد القدر  الكافي منها كالحسين عليه السلام فإن تحصن في مثل هذا الموضع فكأنه يبغي الانتحار، أو إلقاء أهله في التهلكة، لأنَّ عدوه يتمكن من حصاره من فرجة الجهة الشرقية بكمية قليلة، وإهلاك المحصور جوعاً وعطشاً في زمن قصير، لكن الحسين عليه السلام رأى بجنب هذه وجنوبها رابية مستطيلة أصلح من أختها للتحصين، لأنَّ المحتمى بفنائها يكتنفه من الشمال والغرب ربوات تقي من عاديات العدو برماة قليلين من صحب الإمام الحسين عليه السلام إذا اختبأوا في الروابي، وتبقى من سمتي الشرق والجنوب جوانب واسعة يحميها أصحاب الحسين عليه السلام ورجاله، ومنها يخرجون إلى لقاء العدو، أو تلقي الركبان، فنقل إلى هذا الموضع حرمه ومعسكره.

  لقد ذكر البلاذري: لما كان يوم التاسع من المحرم الحرام؛ عرض الحسين على أهله ومن معه أن يتفرقوا (عنه)، ويجعلوا الليل جملاً، وقال: إنما (القوم) يطلبونني فقالوا: قبح الله العيش بعدك. وقال مسلم بن عوسجة: أنخليك ولم نعذر إلى الله فيك في أداء حقك؟ لا والله، حتى أكسر رمحي في صدورهم، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن سلاحي معي لقذفتهم بالحجارة دونك.

وقال له سعيد بن عبد الله الحنفي نحو ذلك، فتكلم أصحابه بشبيه هذا الكلام.

وكان مع الحسين حوي مولى أبي ذر الغفاري فجعل يعالج سيفه ويصلحه ويقول:

يا دهر أف لك من خليل

 

كم لك بالإشراق والأصيل

من طالب وصاحب قتيل

 

والدهر لا يقنع بالبديل

وإنما الأمر إلى الجليل

 

وكل حي سالك سبيل

 

 

 وردّدها حتى حفظت، وسمعتها زينب بنت علي فنهضت إليه تجر ثوبها وهي تقول: واثكلاه، ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم مات جدي رسول الله و... ماتت فاطمة أمي، وعلي أبي، والحسن أخي، يا خليفة الماضين وثمال الباقين.

 ثمّ أمر أصحابه أن يقربوا بعض بيوتهم من بعض، وأن يدخلوا بعض الأطناب في بعض وأن يقفوا بين البيوت فيستقبلوا القوم من وجه واحد، والبيوت من ورائهم وعن أيمانهم وشمائلهم وقد حفت بهم البيوت إلّا الوجه الذي يأتيهم عدوهم منه.

وقال الطبري: وعبأ الحسين أصحابه، وصلّى بهم صلاة الغداة، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً، فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه وحبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه وأعطى رايته العباس بن علي أخاه، وجعلوا البيوت في ظهورهم، وأمر بحطب وقصب كان من وراء البيوت تحرق بالنار مخافة أن يأتوهم من ورائهم قال: وكان الحسين عليه السلام أتى بقصب وحطب إلى مكان من ورائهم منخفض كأنه ساقية فحفروه في ساعة من الليل فجعلوه كالخندق ثمّ ألقوا فيه ذلك الحطب والقصب وقالوا: إذا عدوا علينا فقاتلونا ألقينا فيه النار؛ كيلا نؤتى من ورائنا وقاتلنا القوم من وجه واحد، ففعلوا وكان لهم نافعاً.

وبهذا الصدد قال السيد حيدر الحلي:

وحائراتٍ أطارَ القـومُ أعينها

 

 

رعباً غداةَ عليها خدرها هجموا

كانت بحيثُ عليها قومُها ضربت

 

 

سُرادقاً أرضهُ من عزّهم حرمُ

يكادُ من هيبةٍ أن لا يطوفَ به

 

 

حتى الملائكِ لولا أنّهم خدمُ

فغودرت بين أيدي القومِ حاسرةً

 

 

تُسبى وليسَ لها مَنْ فيهِ تعتصمُ

نعم لوت جيدها بالعتبِ هاتفةً

 

 

بقومها وحشاها ملـؤهُ ضـرمُ

عجّت بهم مذ على أبرادها اختلفت

 

 

أيدي العدوّ ولكن مَنْ لها بِهمُ

نادت ويا بُعدهم عنها معاتبةً

 

 

لهم ويا ليتهم من عتبها أممُ

قومي الأُولى عُقدت قِدماً مآزرُهم

 

 

على الحميّةِ ما ضِيموا و لا اهتضموا

     

 

 

وفي موضع آخر قال:

إلى الحشر لا يـزداد إلّا معاليـا

 

لقد وقفوا في ذلك اليـوم موقفـا

ولا حلـم يرضعن إلّا العواليــا

 

هم الراضعون الحـرب أول درها

عليـه ابـوه السيف لا زال حانيا

 

بكل ابن هيجـاء تربى بحجرهـا

ليلبسه إلا مـن الصبـر ضافيـا

 

طويلٌ نجاد السيف فالدرع لم يكن

إلى صدره أن قـد حملن ألأمانيا

 

يرى السمر يحملن المنايا شوارعا

يضئن من ألآفـاق ما كان داجيا

 

هم القوم أقمـار الندى ووجوههم

يبيت عليهـا مُلبد الحتف جاثيـا

 

مناجيـد طلاعيــن كل ثنيـة

ضمن رجـالا أم جبالا رواسيـا

 

ولم تدر إن شدوا الحبى أُحباهُم 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp