8:10:45
من جامعة توبنكن الألمانية.. مدير المركز يبحث عدداً من الملفات العلمية مع مركز العلوم الإسلامية انتفاضة حزيران 1915م في كربلاء البرذويل أثر عراقي يشمخ بعناد في صحراء كربلاء ندوة علمية مكتبة مركز كربلاء تُثري رفوفها بمرجع عالمي يفتح آفاقاً جديدة في أبحاث التسويق إن لم يكن عندكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم (ضرورة الرجوع إلى القيّم الحق) ... محمد جواد الدمستاني مساجد كربلاء القديمة...مسجد العطارين متصرفو لواء كربلاء في العهد الملكي..صالح جبر المركز يقيم ورشة بعنوان: ستراتيجيات أمن الحشود في أثناء الزيارات المليونية.. زيارة الأربعين أنموذجاً استمرار الدورة الفقهية في المركز مقابر كربلاء - بعيون كربلائية الجزء الاول 2024 || Karbala Cemeteries - through Karbala eyes 2024 لقاء الدكتور المهندس احمد مكطوف خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين الهيابي ..الواقعة التي هَزم فيها الكربلائيون جيوش العثمانيين ومدافعهم مركز كربلاء يعلن إصدار ثلاثة أجزاءٍ جديدة من كتاب (المنبر والدولة) النائب المهندس زهير الفتلاوي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين النائب السيدة نفوذ حسين الموسوي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين تعزية لقاء المهندس جواد عبد الكاظم علي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين الشباب وزيارة الأربعين: إصدار جديد عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث إعلان
اخبار عامة / أقلام الباحثين
01:56 AM | 2023-08-20 1525
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

المخيم الحسيني.. مواقد نيران ودموع غمام.. آراء المشككين في الموقع الحالي(الحلقة التاسعة)

نستعرض هنا ما ورد في أقوال السيد محمد حسن الكليدار وغيره ممن ذهب إلى عدم صحة الموقع الحالي للمخيم الحسيني، سنناقشها مناقشة علمية هادفة بغية الوصول إلى الحقائق النافعة:

قال السيد محمد حسن الكليدار: (لا نجد في كتب أهل السير ومعاجمهم من الخاصة والعامة ومن الذين كرسوا معظم حياتهم في التدوين والتأليف لحادثة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء إسماً لموقع مخيم الحسين عليه السلام ، وبذلك يذهب فريق من المؤرخين: إلى أن موقع المخيّم الحالي لا يمت إلى الحقيقة التاريخية بصلة، وإنّما كل ما في الأمر: إنّ الزعيم البكتاشي  عبد المؤمن الدده قام بتشييد مقام تذكاري خالد لمضجع الإمام زين العابدين بن الحسين عليه السلام في أواخر القرن العاشر الهجري، وبنى بجانبه غرفة ثانية اتخذها صومعة له، وغرس بجنبها نخيلات كما هو اليوم، ويعرف البستان المحيط بالمخيّم الحالي من أطرافه الثلاثة  (بستان الدده)، والآراء متضاربة حتى اليوم في أي الغرفتين اتخذها رمزاً تذكارياً لمضجع الإمام؟ وهل هي التي داخل المخيّم والمعروفة بمقام زين العابدين؟ أوهي التي خارج المخيّم في الجهة الغربية منه والمعروفة بحجلة القاسم، وعلى كل حال فإنّ للشواهد دلالة صريحة بان الزعيم البكتاشي سلك في تعيينه موضع المخيّم الحالي طريقة الاجتهاد، ومصدرها وحي العقيدة دون رواية تاريخية، ولذا يشكّ الباحث - القول للكليدار- في قرب المخيّم من حائر الروضة المقدسة، ويراه أمراً يرتاب من صحته).

(القواعد العسكرية المتبعة في العصور الغابرة كما دونها المؤرخون قدرت الأبعاد التي كانت مستعملة من قبل الجيوش المتحاربة في تنظيم صفوفها أن تبلغ أحياناً مسافة ميل واحد، وتترك نصف ميل بين المحاربين وبين المخيم، فيكون مجموع المسافة بين مخيميّ الجيشين يقارب ميلين على أقل تقدير، وهذه القاعدة كانت متّبعة دائماً لسبب جولان الفارس المحارب أولاً، ولكي يكون المخيّم بعيداً عن أذى السهام، والنبال المتبادلة بين صفوف المتحاربين ثانياً).

 (إن الشواهد التاريخية تؤيد أن المخيّم الحالي قد شيّد مؤخراً؛ الأمر الذي يوجب الحيطة في أمره، إذ إنّ المستندات القديمة الموجودة عند بعض السادة في كربلاء تشير إلى أن هذه البقعة كانت تسمى بـ(محلة آل عيسى) حتى أواخر عام 1267هـ، أما بعد هذا التاريخ، فقد عرفت بـ(محلة المخيّم) أو (مقبرة المخيم). وقد ذكر الرّحالة الفارسي ميرزا أبو طالب خان في رحلته المسماة مسيرة طالبي عند زيارته كربلاء عام 1217هـ: إن آصف الدولة قد تبرع بمال يرمم فيه مقام الإمام زين العابدين إلّا أنّها لم تكمل هذه الترميمات في حينها، فلهذا يقرأ التاريخ الذي انتهى فيه المخيّم الحالي بعام 1270هـ، كما أنّ هذا التاريخ مثبت على جوانب جدران المخيّم الحالي).

(يروي العلامة السيد محمد تقي الطباطبائي عن المرحوم العلامة والبحاثة الكبير السيد حسن الصدر: إنّ مخيم الحسين عليه السلام كان قريباً من المستشفى الحسيني في كربلاء اليوم، وأغلب الظنّ أنّ هذا الموقع أقرب إلى الصواب).

مناقشة آراء الكليدار:

الملاحظ أنّ السيد الكليدار افتتح كلامه الذي ذكرناه آنفاً بقوله (لا نجد في كتب أهل السير ومعاجمهم من الخاصة والعامة، ومن الذين كرسوا معظم حياتهم في التدوين والتأليف، لحادثة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء اسماً لموقع مخيم الحسين عليه السلام).

إنّ رأي السيد الكليدار (رحمه الله) هذا موضع استغراب؛ وهو المؤرخ الضليع القدير المتتبع، كيف فاته الاطلاع على آراء أرباب التواريخ والمقاتل؟، التي أكدت بأجمعها بما لا يقبل الشك والتأويل بنصوص صريحة مسندة أن المخيّم الحسيني كان جزءاً من أرض المعركة، فضلاً عما يأتي:

أولاً:

الملاحظ أن السيد الكليدار أقرَّ بأنَّ أصل المخيم الحسيني الذي نزله الامام الحسين عند وروده كربلاء هو البناية الحالية نفسها عندما ذكر:(لم يكن لكربلاء اسم يذكر في التاريخ بعد أن رحل عنها المسلمون الى الكوفة فأصبحت هذه الديار مهملة حتى وطئتها أقدام بني هاشم عام 61هـ يتقدمهم البهاليل من أبناء علي بن أبي طالب، وفي طليعتهم إمامهم وسيدهم الإمام الحسين عليه السلام فخيموا في الموقع المعروف اليوم بالمخيم) إلّا أنه سرعان ما ناقض كلامه في هامش الصفحة نفسها بقوله: (أن تحقيقاتنا وتحرياتنا الدقيقة دلت على ان المخيم الحالي شيد في أوائل القرن الثالث عشر الهجري عندما بنى السيد علي الطبطبائي المشهور (بصاحب الرياض) سوراً لكربلاء في عام 1217هـ بعد غارة الوهابيين، واتخذ هذا المحل مقبرة لدفن الموتى. واستبدل اسم الطرف بمحلة المخيم). وأكد هذا التشكيك في الجزء الثاني من كتابه أعلاه وسنبين ذلك في الصفحات القادمة؛ لا أدري ما الذي دفع بالسيد الكليدار إلى التراجع عن أقواله بين ما جاء في المتن وما ذكره في الهامش.

ذكر السيد الكليدار أن فريقاً من المؤرخين يذهب إلى القول إنَّ موقع المخيم الحالي لا يمت إلى الحقيقة بصلة، غير أنه لم يذكر لنا مؤرخاً واحداً منهم.

قال السيد المقرم: عندما كان الإمام الحسين عليه السلام يودّع عياله الوداع الثاني فنادى ابن سعد (لعنه الله): ويحكم اهجموا عليه ما دام مشغولاً بنفسه وحرمه، والله إن فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم، فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتى تخالفت السهام بين أطناب المخيم. 

 قال الطبري: وقاتلوهم حتى انتصف النهار أشد قتال خلقه الله، وأخذوا لا يقدرون على أن يأتوهم إلا من وجه واحد لاجتماع أبنيتهم وتقارب بعضها من بعض، قال: فلما رأى ذلك عمر بن سعد أرسل رجالاً يقوضونها عن أيمانهم وعن شمائلهم ليحيطوا بهم، قال فأخذ الثلاثة والأربعة من أصحاب الحسين يتخللون البيوت فيشدون على الرجل وهو يقوض وينتهب فيقتلونه ويرمونه من قريب ويعقرونه فأمر بها عمر بن سعد عند ذلك فقال: أحرقوها بالنار، ولا تدخلوا بيتا ولا تقوضوه فجاءوا بالنار فأخذوا يحرقون فقال حسين: دعوهم فليحرقوها فإنّهم لو قد حرقوها لم يستطيعوا أن يجوزوا إليكم منها وكان ذلك كذلك وأخذوا لا يقاتلونهم إلا من وجه واحد.

لقد نصّت هذه الرواية على نحو صريح على أنّ المعركة كانت تدور قرب الخيام تارة وبينها عندما يكون هناك تسلل للعدو تارة أخرى، فهل توجد دلالة أكثر من هذا على أن المخيّم الحسيني هو جزء من أرض المعركة؟. 

 والمستفاد من هذه الرواية: أنّ عبد الله الرضيع بن الإمام الحسين  عليه السلام استشهد أمام مخيمه، لذلك يمكننا القول: إنّ المرقد الحالي لسيد الشهداء عليه السلام كان جزءاً من المخيّم الحسيني. 

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp