8:10:45
كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم هلاك الاستبداد و نجاة التشاور ... محمد جواد الدمستاني موقف شهداء الطفّ... حين ارتفعت قيم الكرامة فوق رايات النفاق في مكتبة مركز كربلاء... المرجع الأهم للنجاح في إختبار التوفل الدولي مدينة الحسين "عليه السلام" في الأرشيف العثماني... ملامح سياسية واقتصادية يكشفها مركز كربلاء للدراسات والبحوث أسرار تحت أقدام الزائرين... ماذا تخبئ تربة كربلاء من كنوز زراعية وتاريخية؟ قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى المساجد ومجالس الأدب كمصنع للوعي... أسرار ازدهار الصحافة في كربلاء العمل في فكر الأنبياء "عليهم السلام"... صناعة الإنسان قبل صناعة الحضارة قراءة في كتاب: "الإمام المهدي في القرآن والسنة" سفر من نور في مكتبة مركز كربلاء كتب "الولائيات" بين المبالغة والوهم... مركز كربلاء يقرأ نصوص الطف بعين العقل والمنطق تحت شعار: "بالألوان نرسم الأمل".. مركز كربلاء يحلّ ضيفاً على أول معرض فني بمدرسة عراقية في مدينة قم المقدسة الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ... محمد جواد الدمستاني في إصدار علمي جديد... مركز كربلاء يسبر أغوار خزائن العتبات المقدسة الحوزة العلمية في كربلاء... مجدٌ نُقش بأسماء الكبار وتراث عظيم ينتظر من يزيح الغبار عنه
اخبار عامة / أقلام الباحثين
01:57 AM | 2023-08-15 1486
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

خدمة المؤمنين في زيارة الأربعين(دور زيارة الأربعين في ترسيخ القيّم الدينية 4-4)

 

ومن القيّم الدينية التي تعززها زيارة الأربعين هي «خدمة المؤمنين» فهي تتجلى في زيارة الأربعين، حيث تتسابق العشائر العراقية و العراقيون إلى خدمة زوار الحسين بدافع الأخوة الإيمانية في مظهر فريد من نوعه في أرجاء المعمورة كلها على ما نعلم، ليس في الطعام و الشراب فقط، بل في كثير من الخدمات مثل المبيت ، و المواصلات ، والاسعافات و التطبيب و العلاج ، و الدواء، و التدليك، إلى غيرها من أنواع الخدمات التي يقدمها الأفراد و المواكب للمؤمنين زوار الحسين عليه السلام.

 

وهذه الخدمة هي قيمة دينية حث عليها رسول الله و أهل بيته صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين، وقد وردت روايات كثيرة في خدمة المؤمنين وعظيم ثوابها، وهذه مما ينبغي أن تنتشر كثقافة عامة بين المؤمنين ، ومنها :

حديث رسول الله صلى الله عليه وآله : «خدمة المؤمن لأخيه المؤمن درجة لا يدرك فضلها إلا بمثلها»([1]).

 وعن رسول الله  صلى الله عليه وآله «من كان في حاجة أخيه كان الله  في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب القيامة، ومن سر مسلما سره الله يوم القيامة»([2]).

وعن الإمام الكاظم عليه السلام : «إنّ لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة، ومن أدخل على مؤمن سرورا فرح الله قلبه يوم القيامة»([3]).

وعن الإمام الصادق عليه السلام : «قال الله عز وجل : الخلق عيالي ، فأحبهم إِلَيَّ ألطفهم بهم، وأسعاهم في حوائجهم»([4]) .

 

وكذا في الاطعام فعن الإمام الصادق عليه السلام: «من أطعم أخاه في الله كان له من الأجر مثل من أطعم فئاما من الناس، قلت : وما الفئام [ من الناس ] ؟ قال : مائة ألف من الناس»([5]) .

 

وكذا في الاستقبال و الترحيب و اللطف ، فعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : «من قال لأخيه المؤمن : مرحبا كتب الله تعالى له مرحبا إلى يوم القيامة»([6]) .

و عن رسول الله صلى الله عليه وآله : «ما في أمتي عبد ألطف أخاه في الله بشئ من لطف إلا أخدمه الله من خدم الجنة»([7])  .

 

وفي الاكرام عن الصادق عليه السلام : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : «من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها وفرج عنه كربته لم يزل في ظل الله الممدود عليه الرحمة ما كان في ذلك»([8]).

 

وفي الخدمة المطلقة عن أمير المؤمنين عليه السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله « أيُّمَا مسلم خدم قوما من المسلمين إلا أعطاه الله مثل عددهم خداما في الجنة»([9]) .

 

و لولا هذه الخدمة العظيمة التي يقوم بها أهل و أصحاب المواكب الحسينية في الطرق الممتدة على مناطق العراق و استعدادهم الكبير و المتجدد للخدمة لما كان عليه موسم الأربعين كما هو عليه اليوم من التوفيق و النجاح، و ضربٌ للمثل في الخدمة و الاخلاص و العطاء و الكرم و الضيافة و الاحسان، و ينبهر منه القاصي و الداني، و حينما يُقارن بمناسبات و تجمعات أخرى يثير في المقارن بينهما الخجل أو الفخر.

و أهم من كل ذلك إظهار الحبّ و الشوق و التوقير و التعظيم في خدمتهم للزوار و هذا مما تنفرد به هذه البقعة المباركة و خدمتها و لا مثيل له في كل العالم.

 

خاتمة

إنّ من اليقين أنّ هذه الأجواء الروحية و المادية و قلوب ومشاعر الناس و أصحاب المواكب و سلوكهم و أخلاق الزوار و حركتهم إنّما هي مسددة من أصحاب الزيارة ، الحسين و آل الحسين عليهم السلام جميعا.

 

وهذه السلوكيات التي ذكرناها لها تأثير عظيم على تلك الجموع المتقدمة للزيارة و حتى تلك التي تبتعد عن مدرسة أهل البيت و تجهل فلسفتهم، فاولئك يتاثرون أشد التأثر بحضورهم موسم كربلاء،  لقد كانت الزيارة الأربعينية مصدر إشعاع و هداية و انصهار لأعداد من الذين تشرفوا بالزيارة و عايشوا سلوكيات و أخلاقيات زوار الأربعين و أصحاب المواكب و الأجواء الأربعينية عامة، فاندمجوا مع العقائد الشيعية في الزيارة و بعد الزيارة.

فهذه أربعة أمثلة في دور زيارة الأربعين في ترسيخ القيّم الدينية الإسلامية و تثبيتها ، جعلنا الله و إياكم من الموفقين لهذه الزيارة، و النائلين لآثارها الدنيوية و الأخروية، و المحافظين على للقيّم الدينية، و الحمد لله ربّ العالمين وصلِّ اللهم على محمد و آله الطاهرين.

 

 

محمد جواد الدمستاني

28-ذي القعدة -١٤٤٣هجري الموافق 28 – 06- 2022 ميلادي

 

 

الهوامش

 

[1] - مستدرك الوسائل، ميرزا حسين النوري الطبرسي، ج ١٢، ص ٤٢٩

[2] - مستدرك الوسائل، ميرزا حسين النوري الطبرسي، ج ١٢،  ص ٤١٥

[3] - الكافي، الشيخ الكليني، ج ٢، ص ١٩٧

[4] - الكافي، الشيخ الكليني، ج ٢، ص ١٩٩

[5] - الكافي، الشيخ الكليني، ج ٢، ص ٢٠٢

[6] - الكافي، الشيخ الكليني، ج ٢، ص ٢٠٦

[7] - الكافي، الشيخ الكليني، ج ٢، ص ٢٠٦

[8] - الكافي، الشيخ الكليني، ج ٢، ص ٢٠٦

[9] - الكافي، الشيخ الكليني، ج ٢، ص ٢٠٧

Facebook Facebook Twitter Whatsapp