إرث كربلاء وارتباطه الروحي بسيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)
الاستاذ نورالدين حسين الفتلاوي
إن لكربلاء تاريخاً مشرفاً وتراثاً عريقاً، فمنذ أن سالت الدماء الزكية للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) وصحبه الابرار (رضوان الله عليهم) على هذه الارض المشرفة حتى بدأت قوافل المسلمين بشد الرحال للتشرف بزيارة هذه البقعة الطاهرة التي أصبحت روضة من رياض الجنة وذلك لاحتضانها الجسد الشريف لسيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)، وبهذا أصبح لهذه الارض شأن كبير ومنزلة عظيمة وحب عميق في قلوب المؤمنين الموالين للعترة الطاهرة من آل بيت الرسول الكريم (صلي الله عليه وآل ومحمد).
استقر بعض من اوائل الموالين الذين اتعبتهم الحياة بسبب ولائهم لآل بيت النبوة على هذه البقعة المباركة لكي يتشرفوا بخدمة المرقد الشامخ للإمام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام)، لهم ولزائريهم الكرام الذين اخذوا بالتوافد من كل حدب وصوب لنيل الشرف الرفيع ألا وهو القرب من ذلك القبر المطهر للطود الخالد المولى العظيم ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، والدعاء تحت قبته السامية لنيل الثواب الجزيل من الباري عز وجل.
وهكذا اصبحت هذه المدينة المقدسة مدينة مترامية الاطراف بعد أن سكنها الآلاف ممن أحبوا الإمام الحسين وأخاه أبي الفضل العباس (عليهما السلام).
أبدع هؤلاء المجاورون للمرقدين المقدسين الحسيني والعباسي من حيث استغلال طاقاتهم حيث شيدوا المدارس وبنوا الاسواق والدور من أجل خدمة الزائرين الكرام وبرز من هؤلاء رجال اكفاء في مجال العلم والأدب والفقه فكانوا اناساً افاضل شيدوا لهذه المدينة تاريخاً مجيداً وتراثاً اصيلا وهكذا اخذت مدينة كربلاء المقدسة بالتطور والازدهار يوماً بعد يوم واصبحت من أوائل المدن الإسلامية من الناحية العمرانية والثقافية والدينية واستقر بها الالاف من المؤمنين الفضلاء الذين اصبح لديهم تراث عريق وتقاليد جميلة توارثها الاحفاد من الآباء والاجداد وها هي مدينة كربلاء المقدسة تزهوا يوماً بعد يوم.
ومن الجدير بالذكر إن مركز كربلاء للدراسات والبحوث قد دأب على حفظ الإرث التاريخي والثقافي لمدينة كربلاء المقدسة وتأمين عبوره للمستقبل ليصل بأنصع صورة للأجيال القادمة، فضلا عن انتاج برامج مبتكرة تعزز الإرث التاريخي والديني للمدينة وبشكل عصري حديث.
ليس بالضرورة ان يمثل المقال رأي الموقع ، انما يمثل رأي كاتبه .