سبايكر هيموغلوبين الأرض
الاستاذ نورالدين الفتلاوي
ثمان سنوات مرت على فاجعة سبايكر، تلك المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من ١٧٠٠ شهيد عراقي.
غصت دجلة بالدماء ونزفت بيوت العراقيين بالدموع، نحيب الامهات، أرامل، يتامى، بيوت خالية، جدران امتلأت بصور موشحة بشريط اسود في ركنها الايسر، كل تلك المصائب عاشها العراقيون في يوم ١٢ حزيران من عام ٢٠١٤، والى الآن ما زالت ارض القاعدة العسكرية سبايكر تغص بجثث الشهداء لتكشف لنا عن مقابر جماعية يدونها التاريخ وتذرفها اعين الامهات عندما يشاهدنَّ ابنائهنَّ عبارة عن هياكل عظمية دُفنت من دون شاهد او قبر.
تلك الدماء الطاهرة التي ملأت ارض بلاد الرافدين ولونت دجلة بلون الدم هي هيموغلوبين الأرض.
فأن ارض العراق اصبحت خالدة بسبب تلك الدماء، وتضحيات من لبو نداء الوطن من اجل الفداء بأروحهم الطاهرة، من اجل قول كلمة الحق والنطق بالشهادة ورفع راية الامام الحسين (عليه السلام) بسماء ارض المرجعية العليا في النجف الاشرف.
سبايكر هي فاجعة العصر التي ستبقى ملازمة لذكريات العراقيين وتعيش معهم وكأنها حدث في الأمس.
فقاعة داعش انتهت بفضل فتوى النجف المباركة وجهود العراقيون، ولكن سبايكر تاريخ والتاريخ لا ينتهي ولا تغلق صفحاته ابداً.
ليس بالضرورة ان يمثل المقال رأي الموقع ، انما يمثل رأي كاتبه .