8:10:45
كتاب الامام علي، عليه السلام، قدوة واسوة من أحبّ قوما حشر معهم، و من أحبّ عمل قوم أشرك في عملهم .. محمد جواد الدمستاني مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث يزور جامعة كربلاء لتعزيز التعاون العلمي المشترك مركز كربلاء للدراسات والبحوث يحتفي بذكرى ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) نبارك لكم ذكرى ولادة يعسوب الدين أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) اكتشاف أثري في مرقد الإمام الحسين (ع): وقفية تاريخية عمرها أكثر من 500 عام هل تعلم؟ - افتتاح المدرسة المهدية في كربلاء.. عودة صرح علمي بعد عقود من الهدم مجلة السبط العلمية المحكمة تعلن عن رفع أحدث بحوثها على موقع المجلات العلمية الأكاديمية العراقية الأوقاف العامة في كربلاء المقدسة (1921-1958م) .. إصدار جديد عن المركز مركز كربلاء للدراسات والبحوث يعقد ندوة علمية حول الاتصالات والإنترنت خلال زيارة الأربعين استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث بحث التعاون المشترك بين مركز كربلاء وقسم حقوق الإنسان في وزارة الداخلية لتطوير البرامج الحقوقية مركز كربلاء يبحث التعاون المشترك لدعم الجهود الامنية مع مستشار محافظ كربلاء للشؤون الامنية إصدار الجزء الرابع من موسوعة خطب الجمعة السياسية لعام 2007 عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث من الإرشيف: جرد خزانة الإمام الحسين (ع) يكشف عن مقتنيات لا تقدر بثمن إصدار جديد: (كربلاء عام 2017) توثيق شامل من مركز كربلاء للدراسات والبحوث مركز كربلاء للدراسات والبحوث يزور قيادة شرطة كربلاء في ذكرى تأسيس الشرطة العراقية وفد من مركز كربلاء للدراسات والبحوث يزور الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة لتقديم التهاني إهداء علمي مميز: "موسوعة الأخلاق الطبية" من منظمة الإمامية الطبية العالمية إلى مركز كربلاء للدراسات والبحوث
اخبار عامة / أقلام الباحثين
02:41 AM | 2022-01-17 2318
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

نحن بحاجة الى ثورة قيمية كبرى!!

 

عادة ارتبطت الثورات بالمجال السياسي, وصارت الثورة قرينة متلازمة للنهوض ضد الحاكم او ضد النظام والطبقة السياسية الحاكمة.

الثورة عادة تهدف لتغيير واقع ما, او المطالبة بحقوق معينة, ورفض الظلم والتمييز وما الى ذلك, ومن باب المجاز اُطلق عل النقلة الصناعية في اوربا في منتصف القرن الثامن عشر اسم الثورة الصناعية, وذلك لإحداثها تغييرا جذريا في الحياة وانتقال البشرية الى عالم المكننة.

يشهد العالم عموما والعراقي خصوصا ترديا واضحا في البنية المجتمعية, وتهاويا كبيرا للقيم الاجتماعية والاخلاقية, وقفزت التفاهة والفوضى الفكرية الى الواجهة, واصبحت القيم في مهب الريح.

اصبح التفاهة معيار التميز, واصبح الفارغون من المحتوى المعرفي يتسيدون المشهد, واصبحت الشهرة تقاس بما يلقى من تفاهات او سخرية او فضاضة او بذاءة في الكلام.

لقد اصبحت المفردة البذيئة والالفاظ السوقية أمرا مألوفاً في وقتنا،حتى بين ما يسمى بالنخب سواء أ كانت سياسية أم ثقافية أم رياضية أم فنية, وقفزت الى الواقع حالات اخلاقية غريبة, فاصبح التمادي سمة مميزة لأغلب الجيل الجديد, فلا احترام للمعلمين, ولا توقير للكبير, ولا رعاية للقانون, واصبح الانفلات عاديا, والتجاوز على المحرمات ثقافة, والتهتك في الشوارع تطور, صرنا نرى الشاب يلبس البرمودا ويدور في الشوارع والاسواق دون ورع او خشية من عيب, صارت المخدرات والخمور علنية, والغش صار شطارة, والفساد صار مهنة, الاستهانة بالدماء صار علنيا, والاعتداء على الاخرين صار جسارة وشجاعة, التحرش ومخالفة النظام كلها ثقافة دخيلة على مجتمعنا.

لا نخفي الدور الكبير للحروب والاحتلال في افساد قيم وثقافة المجتمع, وهذه امور معروفة بين اوساط الباحثين في الشؤون المجتمعية, لكن لا يخفى أيضا الدور الذي تلعبه الامور المادية في هبوط القيم الاخلاقية, وتبدو العلاقة عكسية بين القيم المادية والقيم الروحية والاخلاقية, فكلما غلبت المادة هبطت القيم الاخلاقية وبالعكس.

وتماما كما في الثورات السياسية التي تدعو للتغيير فنحن مطالبون بأن ننهض بثورة اجتماعية كبرى للتغيير تعيد القيم والاخلاق الى مسارها, والنهوض بالمجتمع نحو السمو الروحي بعيدا عن الانحدار في القيم المادية الضحلة.

اساس الثورة تبدأ من داخل الفرد, فنحن مدعوون جميعنا لأن نعيد ترتيب أولوياتنا, والنهوض بالقيم الانسانية العالية في داخلنا, اذ علينا تغليب قيم التسامح والشهامة والمروءة والتضحية والبذل والعطاء والغيرة وإعلاء القيم الدينية والثقافية والمعرفية بما يحقق رفعة المجتمع وبناءه بناءً رصينا صامدا امام أي غزو ثقافي.

الاسرة هي اللبنة الثانية في هذه الثورة الانسانية, فالأسر مدعوة لتنشئة ابنائها على الأخلاق العالية والقيم الاصيلة, وعليها أ تهتم بمتابعة الابناء وسلوكياتهم وبمن يتصلون وماذا يفعلون ليحصنوهم من الانحراف.

النخب الثقافية العصامية لا الانتهازية, والمؤسسات الثقافية الحقيقية الرصينة لا الطارئة مدعوة لأخذ دورها في اعلاء القيم المعنوية, وتوجيه برامج نافعة للشباب بما يضمن تسليحهم بقيم انسانية نبيلة.

الخطاب الديني المنبري أيضا مدعو لأن يُنقى من بعض الخطباء الذي اتخذوا طريقة الشهرة من خلال سلوك النشاز, والتعامل بمستوی شعبويٍّ خلال المحاضرات الدينية, من اجل ان يكسبوا تعاطف الناس.

الإعلام والقنوات الفضائية ايضا مدعوة أن تنقي برامجها من الأعمال الهابطة, والحوارات المنفلتة, ومن استضافة الشخصيات الهزيلة, وعليها ان تعتمد  سياسة إعلامية تكون عونا للأفراد في بناء انفسهم وللمجتمع في تحصينه.

الثورة القيمية الكبرى مطلب حياتي, وهو مسؤولية شرعية وانسانية واخلاقية, وعلينا جميعا تقع مسؤولية النهوض بها, وان لا نسمح للجهلة وذوي الاجندات الخاصة العبث بعقول شبابنا وإبعادهم عن طريق الحق والمُثل والقيم.

 

ليس بالضرورة ان يمثل المقال رأي الموقع ، انما يمثل رأي كاتبه .

Facebook Facebook Twitter Whatsapp