م. م. مالك رحيم عبدزيد يدام
من أرض العراق بدأت أول حروف الكتابة .ومن العراق صدرت القوانين كقانون اورنمو وغيرها من القوانين ومن العراق ولدت الأديان السماوية،ولاسيما الدين الإسلامي الذي كان له دور كبير في بناء وتقدم وازدهار المجتمع فالدين الاسلامي من اشمل واكمل الأديان في الحياة لما يتضمنه من اساليب تخص حياة الإنسان، فوضع الدين الإسلامي التعاليم المختلفة التي تنظم حياة المجتمع وهنالك الكثير من الأحاديث التي تحث على التعاون والمحبة والتسامح والاخلاق ومن هذه الاحاديث قول الرسول الاعظم محمد( صلی الله عليه وآله) ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ولهذا اعتنى العلماء على مر العصور بموضوع الأخلاق،لاسيما انها تمثل قيما عليا داخل الجماعات البشرية، فهي ترتقي بالإنسان الى اسمى سلوك وأزكی خصال واحسن فعال في الدنيا، وارفع واكمل الدرجات في الآخرة،
وقد وصفت أمة الإسلام على مدار التأريخ أنها امة الاخلاق النبيلة وما يدل على ذلك هو وصف الله . عز وجل لرسول الله محمد (صلى الله علية واله وسلم) في قوله (فإنك لعلى خلق عظيم ) . وقوله (صلى الله عليه واله وسلم):(أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا )فمن دون الاخلاق يعيش المجتمع كأمة بلا قائد وكدولة بلا دستور،وعندما يكون هنالك خلل في القيم الاخلاقية. ينتج عنه خلل في الحياة البشرية .وهذا ما نعاني منه حيث اصبح المجتمع يعج بالمظاهر السلبية المتمثلة بالحفلات الاستعراضية والبارات وأماكن القمار والمخدرات...الخ وغيرها من المظاهر التي لا تمت للإسلام بصلة وجميع هذا المظاهر دخيلة على المجتمع العراقي، ناتجة عن انعدام الدور الرقابي من قبل الأسرة أولا ،والدولة ثانيا!! فإذا صَلُحت الأسرة .صلح الفرد وإذا صلح الفرد صلحت الأسرة، وصلح المجتمع فالأسرة هي التي يتشرَّب منها الفردُ العقيدةَ والأخلاق، والأفكار والعادات والتقاليد. فالسلوك الانساني يحتاج دائما الى طاقة إيمانية تدفعه وتغذيه وخاصة في ضوء المتغيرات العالمية التي يعيشها أفراد المجتمع العراقي من تلوث ثقافي وقيمي، وذلك من خلال برامج موجهة تقوم بها المدارس والمؤسسات الدينية ووسائل الإعلام وحثهم على الالتزام بها،وعلى الرغم من اهمية الاخلاق في حياة الفرد والمجتمع الا ان هناك العديد من التحديات التي تحول دون تطبيقها والالتزام بها ومن هذه التحديات هي :
1- على مستوى الفرد والاسرة ويتمثل ذلك بغياب القدوة الحسنة داخل الاسرة فيجب على الأبوين أن يكونا مثالا للقدوة الحسنة .مع حث الأبناء الأكبر سناً علی أن يكونوا قدوة لمن هم أصغر منهم،كذلك غياب قانون الثواب والعقاب داخل الاسرة.
2-على مستوى البيئة و المجتمع فاذا كانت القيم والاخلاق والاعراف التي تسود في البيئة والمجتمع غير سوية فسينشأ عنها الافراد تنشئة سيئة.
3- على مستوى التعليم والإعلام،فللمناهج التعليمية والتربوية دور كبير في زرع الاخلاق والمثل الاسلامية في الابناء من خلال ملاحظة سلوكيات الطلبة من قبل المدرسين ليجازی الطالب حسن الأخلاق، ويعاقَب سيء الاخلاق، وأما الإعلام فله دور كبير من خلال القدرة على التأثير على الآخرين. وقد يكون هذا التأثير سلبيا على المجتمع فيتسبب بآثار مدمرة للمنظومة القيمية في المجتمع .
ليس بالضرورة ان يمثل المقال رأي الموقع ، انما يمثل رأي كاتبه .