كتب المفكر العراقي د. علي المؤمن عن المجموعة القصصية الصادرة عن مركز كربلاء الموسومة(حكايا البرهان السومري) للدكتورة (أمل الأسدي) قراءة نقدية مهمة حول المجموعة:
نص القراءة:
البرهان السومري:
حكايا الأديبة العراقية
الدكتورة أمل الأسدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(110) صفحات من النصوص القصصية القصيرة أو القصيرة جداً، عددها (43) نصاً، ضمّتها مجموعة "البرهان السومري"، التي أبدعتها أفكار وقراءات ومخيلة الأديبة البغدادية المبدعة الدكتورة أمل محمد الأسدي، وهي نصوص ذات مضامين سياسية اجتماعية ملتزمة، لصيقة بالواقع العراقي المحلي. ولا أدري هل أن التوقف عند الرقم (110) كان عفوياً وصدفة، أو أنه إيحاء بالانتماء لمدرسة (علي) أمير المؤمنين!. وفي كلتا الحالتين؛ هو تعبير جميل يكشف عن انتماء مشرف في الدارين.
"البرهان السومري"، حكايا الواقع كما تراه كاتبتها وتتشوفه؛ فهي تقارب محليات الواقع العراقي بكثير من التباساته وجزئيات اجتماعه المذهبي والسياسي والثقافي، وعلم نفسه الاجتماعي، وسيكولوجيا ابن جنوبه، وفي الوقت نفسه؛ تحكي عن شخصية كاتبتها وانتمائها الوطني والديني والايديولوجي. وبالتالي؛ فإن نصوص "البرهان السومري" هي حكايا العراق وحكايا الدكتورة أمل الأسدي في الوقت نفسه.
تنطوي النصوص على أفكار وملاحم ومقاومة ومواجهة وعنفوان وشموخ من نوع خاص، تمثل بمجموعها أحد أوجه ايديولوجيا النقاء المترشحة عن مدرسة آل بيت النبوة، والسيكولوجيا العراقية الجنوبية، الواضحة والصريحة، والتي لاتعرف للدونية والانهزامية معنى.
ورغم ما تتميز به القصص من لمحات فكرية واستحضار ذكي للتاريخ ووعي بالعقيدة؛ إلّا أنها من الناحية الشكلية والأدبية تشبه سجادة فارسية، حاكها قلم ماهر يمسك بزمام اللغة والبلاغة، ويجيد الحبكة القصصية وفنونها. والأكثر جمالاً أن هذه الصياغات اللغوية المشبعة بالفصاحة؛ جاء بعضها مطعّماً بمفردات أو عبارات باللهجة العراقية؛ أضفت على النصوص متعة مضاعفة.
علي المؤمن
10/ 5 / 2021