تعد العشوائيات واحدة من أهم المشكلات التي تعاني منها معظم المدن ومنها مدن العراق وعلى وجه التحديد كربلاء المقدسة في الوقت الحالي، نظرا للنمو الحضري المتسارع الذي شهدته أغلب الدول خلال النصف الثاني من القرن العشرين مما ادى إلى مشكلات بيئية وعمرانية واقتصادية واجتماعية وديموغرافية وأمنية، مما جعلها متردية من ناحية الوحدات السكنية والخدمات وشبكة النقل والمواصلات وانتشار الاوبئة وارتفاع نسب التلوث البيئي، ولعل من الاسباب الرئيسة التي أدت الى ظهورها هي غياب التخطيط والتعدي على القانون والاملاك العامة والخاصة والظروف السياسية وضعف السياسات الاسكانية وتركيز جهود التنمية في مناطق محددة مما ادى الى قيام محدودي الدخل والسكان المهاجرين ببناء مناطق سكنية غير مخططة وغير قانونية ، وهذا كان سببا في تقييد طموحات التنمية فيها.
ولابد من الإشارة الى أن كربلاء المقدسة من المدن الجاذبة للسكان والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية، لهذا نجد في الآونة الاخيرة ازدادت الاحياء السكنية وتوسع العمران افقيا، فظهرت فيها (88) تجمع عشوائي من مجموع (3687) تجمع في عموم العراق أي ما نسبته 2.4%، وبعدد مساكن (22315) مسكن عشوائي من مجموع (521.947) مسكن في عموم العراق وبنسبة 4.3%، كما تشير الاحصائيات الرسمية ان نسبة عائدية اراضي تجمعات السكن العشوائي في كربلاء المقدسة 90% منها ارضي حكومية و10% ارضي خاصة. فيما بلغت نسبة التجاوز على الأراضي العامة والخاصة وفقا لجنس (نوع) الأرض 36% على الأراضي المخصصة للاستعمال السكني و2% على الاستعمال التجاري و26% على الاراضي الخضراء و12% على المباني العامة و18% على الخدمات و5% على الاستعمال المختلط و1% على المحرمات.
مما تقدم نجد ان هذه الظاهرة تشكل مشكلة حقيقية تقف عائقاً كبيرا امام تنفيذ المخطط الأساس للمدينة الامر الذي يستدعي صياغة برامج تخطيطية من شأنها وضع الحلول الناجعة لهذه الظاهرة.
المصادر: