بقلم الكاتب المصري (محمد عبد الرحمن)
في الثاني عشر من أكتوبر لعام 680 ميلادية، وقعت معركة كربلاء، واستمرت لمدة ثلاثة أيام، تلك المعركة التي ما زالت حتى يومنا هذا يتردد صداها في كل عام، كانت بين الإمام الحسين بن على بن أبى طالب، ابن بنت نبي الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجيش تابع لـ يزيد بن معاوية.
ولعل الأدب المصري الحديث، اهتم بتلك الموقعة، وتناول العديد من كبار الأدباء سيرة استشهاد أبو الشهداء وحفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الإمام الحسين بن على، على يد جيش يزيد بن معاوية، ومن هذه الأعمال الأدبية:
غادة كربلاء
أحد أشهر كتب "جرجي زيدان" الكتاب اللبنانى الشهير، الصادرة عام 1901، وتدخل الرواية ضمن سلسلة روايات تاريخ الإسلام، وتتناول الرواية وقائع تاريخية حدثت خلال العصر الأموي، حيث تتضمن مقتل الإمام الحسين بن علي، وأهل بيته في كربلاء، كما تشمل الرواية على وقعة الحرة، وولاية يزيد بن معاوية للخلافة الإسلامية، التي شهدت الكثير من الأحداث والفتن خلال تلك المرحلة التاريخية، والتي حكم خلالها يزيد الأمة الإسلامية إلى أن توفى في سنة ٦٤ من الهجرة، وتقع الرواية في 262 صفحة.
الحسين ثائراً وشهيداً
فى مسرحيتىّ "الحسين ثائراً" و"الحسين شهيداً"، قدّم "الشرقاوي" عملاً فنياً بديعاً ومؤثّراً، حاول أن يعطى العمل حقّه الفني والأدبي من ناحيتيّ الكم والكيف، ظهر جانب الكم حين بسط "الشرقاوي" الحديث وتوسّع في العمل وحوّله إلى جزأين، مستوعباً ما قبل قضية المعركة حين كان الحسين ثائراً، وما بعد المعركة حين كان الحسين شهيداً.
صدرت مسرحية "ثأر الله" بجزأيها "الحسين ثائراً" و"الحسين شهيداً" في عام 1969، وهي تتناول رفض الحسين بن على بن أبى طالب "عليه السلام"، إعطاء البيعة ليزيد بن معاوية عام 60 من الهجرة، وتطورت أحداث ذلك الرفض وصولاً إلى لحظة استشهاد الحسين على أرض كربلاء في العراق.
كتب الشرقاوي نص مسرحيته الملحمي بعد هزيمة عام 1967، التاريخ هنا له أهمية في فهم المشترك بين الماضي والبعيد والماضي القريب، الظلم والاستبداد والقمع السياسي الذي تتناوله الرواية هو نقطة البداية الموغلة في التاريخ التي تنبع منها كل مشاكل الحاضر الذي عاصره الكاتب، والذي أدى بنهاية المطاف إلى الهزيمة المريرة في عام 1967.
مقتل الحسين
في رواية "دم الحسين" يسرد الكاتب والإعلامي "إبراهيم عيسى"، أحداث القصة الكاملة لمقتل الحسين، سيد الشهداء، وسيد شباب أهل الجنة، ويقول في مقدمة الطبعة السادسة، والصادرة عن دار الكرمة، عام 2012: التاريخ معلم عظيم. ليس -إذن -من قبيل المصادفة أن يكون المفسر العلامة ابن كثير، صاحب أهم التفاسير الشارحة للقرآن الكريم، هو نفسه صاحب المجلد الضخم "البداية والنهاية"، أهم مراجع التاريخ الإسلامي كافة. وليست مصادفة -كذلك -أن يكون "تاريخ الرسل والملوك" للإمام الطبري واقفا على قدم المساواة مع عطاء الطبري الفكري والديني والتفسيري. وإنهما -وغيرهما -عرفا معنى التاريخ، وأنه الساحة المفتوحة لاختبار واختيار الدين والدنيا. التاريخ -قصصاً وحكايات وسيراً-مدرسة حقيقية لكل تلاميذ الحقيقة.