هذه القصيدة تحكي خواطراً عمّا حلّ بسيد الشهداء وأهل بيت النبوة "عليهم الصلاة والسلام" في يوم عاشوراء عام ٦١ هجري بأرض كربلاء والمعاناة التي قاساها الامام السجاد في مرحلة السبي العصيبة :
منهاجُ زينِ العابدينَ مُخلَّدُ
شبلُ الحسينِ ومَنْ نَعاهُ السُجَّدُ
ذكراهُ ذكرى الطفِّ يومَ تحيّرَتْ
في كربلاءَ عوائلٌ تستنجِدُ
صبرٌ تنوءُ به الجبابرُ صبرُهُ
فحفيدُ طه للأذى يتجلَّدُ
يستذكِرُ النيرانَ لما استُوقِدتْ
وضياعَ أهلِ البيتِ حين تشرَّدوا
ونداءَ واعيةِ الحسينِ مُناصِحاً
جيشَ الضلالِ ألا نِذارٌ فارشُدُوا
لكنهم جحَدوا بأحمدَ قائداً
(روحي فداهُ) واجرَمُوا وتصلَّدوا
تركوا الحسينَ على الرمالِ مُجندلاً
وذَوُوهُ أسرى والعقيلةَ قيَّدوا
وإمامُنا السجّادُ ينظُرُ باكياً
هذي المصائبَ وهو سِبطٌ مُصفَدُ
وبغَوا على السَّجادِ وهو مصابِرٌ
فَخصيمُهم يَومَ المعادِ محمّدُ
صلَّتْ على زينِ العباد قُلُوبُنا
حُزناً على الجرحِ الذي يتجّددُ
مأساةُ عاشوراءَ تُثقِلُ همَّنا
والشمسُ والرمضاءُ والمُتفرِّدُ
وهناكَ زينُ العابدينَ مُكبَّلٌ
يرعى العيالَ وجسمُهُ يتفَصَّدُ
ويكابدُ الأهوالَ في أسْرِ العِدى
ويقولُ يا جدّاهُ أين الذُوَّدُ
شوقاً الى قبرٍ تلوذُ بِلحدهِ
يا مصطفى إنّا بنهجِكَ نصمُدُ
قتلوا الحسينَ بكربلاءَ نكايةً
برسالةِ الاسلامِ حينَ استُبعِدُوا
سكبوا على آلِ النبوَّةِ حقدَهُم
ولقد غدَونا اُمّةً تتبدَّدُ
لهفي على يومٍ أضاعُوا حقَّنا
ليسوسَ فينا الخائنُ المتمرِّدُ
صبراً نقولُ فإنّنا بك أُسوةٌ
جدّاه يا طه فأنتَ المُرشِدُ
للهِ ما لَقيتْ بقيةُ احمدٍ
مِمّنْ عليهم أجمعوا وتأسَّدوا
ما هكذا الودُّ الذي أوصى به
طه الرسول المصطفى المُتوَدِّدُ
حميد حلمي البغدادي
٢٥ محرم ١٤٤٢ / ١٤ ايلول ٢٠٢٠.