8:10:45
كربلاء والثورة الصامتة... قصة الأحزاب السرية التي تحدّت العثمانيين والبريطانيين مقاهي كربلاء القديمة - برنامـــــج بعيون كربلائية موسوعة شيعية جامعة في (18) مجلداً… في مكتبة مركز كربلاء من الكوفة إلى كربلاء... آل كمونة يرسمون خرائط الأدب والتقوى جامعة بغداد تستضيف ورشة علمية تمهيدية لمؤتمر الأربعين الدولي التاسع انفوكرافيك ماذا تعرف عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث كثرة الحروب في عصر الظهور ... محمد جواد الدمستاني تهنئة زواج النورين استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث كربلاء ما قبل الواقعة... حين كانت معبداً سومرياً ومزاراً آشورياً المركز يقيم ندوة علمية حول الظواهر المنافية لقدسية كربلاء - الأسباب والمعالجات مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة يزور هيئة الاعلام والاتصالات في محافظة كربلاء المقدسة المركز يقيم ندوة ارشادية عن ( مخاطر مرض الحمى النزفية وكيفية الوقاية منها) الذكاء الإصطناعي في خدمة زوار الأربعين... مشروع تقني رائد ينطلق من مركز كربلاء للدراسات والبحوث مركز كربلاء للدراسات والبحوث يُطلق سلسلة توثيقية للندوات الإلكترونية تعزية  كربلاء... من محراث الحقول إلى محراب الثورة حين كتب الغرب عن التشيع... بين الحبر المسموم والبحث المنصف نحو التكامل العلمي في مدينة سيد الشهداء... لقاء نوعي بين جامعة كربلاء ومركز كربلاء للدراسات والبحوث وحدة الطباعة في مركز كربلاء للدراسات والبحوث تحقّق إنجازاً استثنائياً في الثلث الأول من هذا العام
اخبار عامة / أقلام الباحثين
08:52 AM | 2020-09-14 2034
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

زين العابدين السجاد... إمام التسامح الاسلامي المؤمن

 بقلم (منير حداد)

يقف التاريخ، عند وفاة زين العابدين علي السجاد "عليه السلام" يوم الـ 25 من محرم 1442 الذي ولد يوم 5 شعبان 38 هـ في المدينة المنورة وتوفي فيها، وهو رابع الأئمة المعصومين، لدى الفرق الشيعية كافة.

برغم قسوة ما عاناه عليه السلام، إلا أنه عاش فقيهاً، عالماً، متسامحاً، عنوان ثبات لا تهزه وقائع الفترة التي خاضها مكتظة بأحداث جسيمة، منها واقعة "الطف" التي كابدها عليلاً، عاجزاً عن القتال... يرى أباه وأعمامه وإخوته وصحبهم يستشهدون دفاعاً عن الحق بسيف الباطل.

حدث كهذا من شأنه خلق لوثة شخصية وإنهيار إيماني وإنكسار إجتماعي لدى من يعيشه... وحاشى للإمام علي زين العابدين، إلا أنه شكّل ثابتاً محورياً في التوازن إبان مرحلة ملغومة بإشكالات ملتبسة تداخلت فيها السياسة بالإنفلات الديني والإقتصاد والصراعات الفئوية داخل المجتمع الإسلامي الذي ينوء بآثار واقعة الطف وما أعقبها، حيث قامت ثورتا التوابين والمختار وما تبعهما من إحتقان ربض خلاله المجتمع الأموي على فوهة بركان تتربص بأمنه ودينه ومعيشته… تتهدده مخاطر خارجية تتسرب الى جوهر الخلافة حينها.

في ظل تلك الأحداث مكث السجاد متماسكاً، لم يشغله الثأر لعائلته التي أبيد رجالها وأخذت نساؤها سبايا والأطفال ظامئون، فلم يخضع نفسياً لقسوة ما مرّ به في كربلاء، بل تجرد من آثارها متسامحاً مع الناس رحوماً بالفقراء، رؤوفاً بالضعفاء، واضح الرؤى لم تتضبب بصيرته جراء ظلم الأمويين، بل تمسّك بمقومات الرسالة فقهاً وسلوكاً.

ذكرى وفاة السجاد، هي مناسبة لإستحضار مآثره؛ كي يقتديه المعاصرون، إذ لم ينتظم في تشكيل سياسي للثأر من الأمويين قتلة أبيه ومغتصبي الخلافة، بل عاش عليه السلام في المدينة المنورة، ناذراً علمه للفقه، يعيش بسلام، عاطفاً على الفقراء الذين يجدون رزق يومهم عند أبواب البيوت ولم يعرفوا أنها من عطايا زين العابدين، إلا عند إنقطاعها بوفاته رحمه الله، بل تسبب خادمه بقتل إبنه سهواً، وسامحه متظامناً مع قضاء الله... إنه رجل أقوى من قدره، شكّل مفصلاً إيمانياً مهماً في تاريخ الإسلام؛ إذ تواصلت العصمة الإثني عشرية، بشخص السجاد، نزولاً من علي بن ابي طالب والحسن والحسين عبره... الى محمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري والحجة محمد المهدي.. تباعاً.

من آثاره الصحيفة السجادية التي تلي نهج بلاغة جده علي بن أبي طالب "عليه السلام"، وله ديوان شعري لم يحسم النقاد نسبته إليه… تاركاً مصحفاً قرآنيا بخط يده، محفوظ حالياً في متحف العتبة الحسينية المقدسة.

لم يدخر وسعاً في الوطنية، برغم ثأره الموتور كامناً؛ إذ سكَّ النقود الأموية حين خذلهم الرومان وأرادوا لوي يد الدولة لمصلحتهم، فالدولة الرومانية كانت تستأثر بسكِّ النقود لحضارات العالم آنذاك، وإختلفت مع الأمويين فأحرجتهم لعدم قدرتهم على تصنيع العملة، معتمدين على الرومان في تغطية العجز، إلا أن السجاد بعلمه الموحى به من الله الى رسول العزة، متوارثاً العصمة إماماً عن إمام، أنشأ للأمويين ورش تصنيع النقود "سكّها" محيداً موقفه لصالح الأمة.

أية عظمة تلك التي يتحلى بها... معصوماً عن الضغائن عندما يستلزم الموقف الوطني ترجيح المصلحة على الثأر... والحسين ثار الله.

خاف الأمويون وجوده، وهو مسالم أعزل، بينما عرشهم مدجج بالسلاح والجنود، إذ قال الوليد بن عبد الملك: "لا راحة لي، وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا" فبعث سمّاً إلى عامله على يثرب، وأمره بدسّه للإمام؛ فإستشهد، ودُفن في البقيع مع عمّه الإمام الحسن "عليه السلام"، بقرب مدفن العباس بن عبد المطلب.

إيمانا برسالة آل البيت... هداة الأمة، سفح الفرزدق مكارم هشام بن عبد الملك، متصدياً للرد على إشارته الى السجاد: "من هذا؟"، منشداً:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته.. والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا إبن خير عباد الله كلهم.. هذا التقي النقي الطاهر العلم

ما قال لا قطّ إلا في تشهده.. لولا الشهادة كانت لاؤه نعم

وما قولك مَنْ هذا؟ بضائره.. العرب تعرف من أنكرت والعجم

 

فسلام على زين العابدين علي السجاد بين الحسين بن علي بن أبي طالب، وعلى أبيه وجده والأئمة من ذريته، عنوان الإسلام المتسامح إيماناً وعدالةً، وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً.

 

المصدر:  https://kitabat.com/2020/09/13/%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%B2%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AC%D8%A7%D8%AF-%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%AD-%D8%A7-2/

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp