لم تكد تمر علينا ذكرى لأربعينية الإمام الحسين "ع" إلا وتخللتها هجمة مسمومة وشائعات مغرضة من قبل وسائل الإعلام الغربية ، بل وحتى تلك المحسوبة زوراً وبهتاناً على العروبة والإسلام، فقد مرّ قبل أيام خلت، تقريرٌ مسموم لقناة الـ "بي بي سي" البريطانية مرور الصاعقة على أسماع وأفئدة أتباع أهل البيت الأطهار "عليهم السلام" وحتى على المنصفين من أتباع المذاهب والأديان الأخرى بعد تجاوزه السافر على شرف الفتيات والنساء العراقيات...
هذه المسرحية السيئة التي تم بثّها على شاشة القناة وموقعها الإلكتروني باللغتيّن العربية والإنكليزية بتاريخ 9/10/2019 أي في الأيام الأولى لإنطلاق مراسيم الزيارة الأربعينية المليونية لسبط نبي الإسلام الإمام الحسين "عليه السلام"، كانت من بطولة المراسلة اليمنية الأصل "نوال المقحافي" والمعروفة بعدائها حتى لأبناء جلدتها (أنصار الله الحوثيين) ووضعهم في خانة المتسببين بالعدوان المفروض على الشعب اليمني شأنهم شأن النظام السعودي، حيث قامت المذكورة بتصوير ما يمكن اعتباره بأفضل حال من الأحوال كتعاملات اعتيادية يجريها بعض رجال الدين من أصحاب مكاتب العقود الشرعية (بمن فيهم أولئك الحاملين لشهادات أولية وعليا في المحاماة الى جانب دراساتهم الفقهية) وتمويه وجوههم من أجل إيهام المتلقي بوجود صفقات مشبوهة استطاعت هذه المراسلة الطامحة في الشهرة نيل السبق في اصطيادها حتى مع عدم عرضهم لتسجيل صوتي يمكن اعتباره دليلاً بالحد الأدنى واكتفائها بعرض مقطع مصور من كاميرا جهاز هاتف محمول بصورة سرية لشخص مشبوه وهو يسهل عملية سمسرة لنساء على غرار ما يحصل في جميع دول العالم بما فيها الإسلامية منها ومن ثم ربطه بمقطع سري آخر لرجل دين أثناء شرحٍ اعتيادي حول وجهة نظر الشارع المقدس بخصوص الزواج المنقطع وكأن العمليتيّن مترابطتيّن بنفس الموضوع المراد تسويقه للمشاهد وهو "تجارة الجنس السرية في العراق" بحسب عنوان التقرير المسيء وبالتحديد في مدينتيّ كربلاء والكاظمية المقدستين دون الحاجة الى شرح الأسباب الكامنة وراء اختيار هاتين المدينتين تحديداً.
ومن المضحك المبكي في هذا التقرير هو استعانة القائمين عليه بالمنحرف "غيث التميمي" على أنه "خبير في الشريعة الإسلامية" بحسب زعمهم وهو ما يعكس آخر أجيال الحروب الغربية المسماة بـ "ضرب المكونات من الداخل" بحكم كون "التميمي" رجل دين سابق حتى مع عدم دقة هذا الوصف لشخص بتاريخه المشين من القتل والتعذيب بحق الأبرياء، فيما برزت وعلى السياق المقابل، حملات أطلقها مسلمون وناشطون من بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما داعيةً الى حذف هذا التقرير المكذوب بوصفه يمثل إساءة لأتباع مذهب كامل فضلاً عن كونه يرسخ من حالة الـ "الإسلاموفوبيا" التي تُمارس بحق مسلمي أوروبا وأمريكا وكان من بين آيات هذه الحملات هي العريضة الموقّعة من قبل أكثر من "18,000" شخص عبر الموقع الإلكتروني لمؤسسة "Change" العالمية المتخصصة بالترويج للمطالبات المتعلقة بالمواضيع ذات الإهتمام البالغ من قبل القرّاء والمتابعين حول العالم.
ومن هنا تبرز الحاجة بل والضرورة الملحّة الى رفع دعاوى قضائية ضد منتجي التقرير المذكور وإيقاف ترخيص عمل القناة الناشرة له داخل الأراضي العراقية ومحاسبة الأشخاص الذي ظهروا في التقرير بوصفهم الأداة التي استندت عليها القناة في مسرحيتها المسيئة نتيجةً للهاثهم وراء حطام الدنيا وبيعهم لآخرتهم بدنيا غيرهم، فضلاً عن التأكيد على وضع الأطر الشرعية والقانونية لعمل مدعيّ الفقه بالدين ممن يفترشون الطرقات بحثاً عن مكسبٍ سريع دون الإلتفات الى ما ستسفر عنه أفعالهم هذه من ضررٍ يطال مبادئ الغيرة والشهامة العراقية ناهيك عن مساسها بدين محمد وآل محمد الطيبين الأطهار.
للتوقيع على العريضة المطالبة بإزالة التقرير المسيء يرجى زيارة الرابط التالي: http://chng.it/XNxwVYvgyj