تكشف زيارة الأربعين للإمام الحسين بن علي (عليه السلام) عن دلالات وآثار عظيمة، كما تبرز جانباً مهماً من تجليات عظمة الإمام الحسين (عليه السلام) ومكانته وفضله.
إن ظاهرة الزيارة المليونية في زيارة الاربعين للإمام الحسين (عليه السلام) يعبر عن انتصار القيم والمبادئ والأهداف التي استشهد من أجلها الإمام الحسين في معركة كربلاء، وهذا الحشد الهائل من البشر الذي نراه ونشاهده في كل عام، ومن مختلف الأديان والمذاهب، والأعراق والجنسيات والقوميات يؤكد انتصار المظلوم على الظالم، والمقتول على القاتل، والحق على الباطل.
وروى الشيخ المفيد والشيخ الطوسي قائلاً "روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام أنه قال: "علامات المؤمن خمس: صلاة الاحدى والخمسين، وزيارة الأربعين، والتخت في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم" (1).
أما عن فضل الزيارة وثوابها فنكتفي بما رواه مجمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): "مَن زارَ قَبرَ الحُسَينِ (عليه السلام) للَّهِ وفِي اللَّهِ، أعتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النّارِ وآمَنَهُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ، ولَم يَسأَلِ اللَّهَ تَعالى حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ إلا أعطاه" (2).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «مَن خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ يُريدُ زِيارَةَ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ (عليه السلام)، إن كانَ ماشِياً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطوَةٍ حَسَنَةً، وحَطَّ بِها عَنهُ سَيِّئَةً، حَتّى إذا صارَ بِالحائِرِ كَتَبَهُ اللَّهُ مِنَ المُفلِحينَ» (3).
ونظراً للحشود الضخمة التي تزور الإمام الحسين (عليه السلام) في زيارة الأربعين مشياً على الأقدام يجب استثمار هذه الظاهرة المليونية في نشر المزيد من العلوم والمعارف الإسلامية بين الزوار، وزيادة مستوى الوعي والثقافة عند الناس، والتأكيد على أهمية التخلق بأخلاق الإمام الحسين (عليه السلام)، وأئمة أهل اليت (عليهم السلام).
المصادر
1- مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي، ص 788
2- كامل الزيارات، ابن قولويه القمي، ص 141
3- تهذيب الأحكام: ج 6 ص 43