04:34 AM | 2020-10-17
1279
في إطار إستطلاع الآراء حول كيفية إستثمار المخرجات الإيجابية لزيارة الأربعين المباركة لصالح العراقيين خصوصاً والمسلمين عموماً، توجّهنا بسؤال محدد لعدد من المثقفين والأكاديميين والكتاب المبدعين، عن ماهيّة هذه المخرجات كلٌ حسب رأيه ومنظوره، وعن كيفية استثمار هذه المناسبة السنوية الكبرى لصالح العراقيين والمسلمين؟
الأستاذ "سلام البنّاي"، شاعر وصحفي، ورئيس اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء المقدسة، قال في معرض إجابته:
"إن واقعة الطف بصورة عامة هي ملهمة للمفكرين والمصلحين والمثقفين، كونها مدرسة تفردت بتعليم دروس الإيمان والصدق والتضحية والإيثار، وكل المعاني والقيم النبيلة. وقد استثمر الكثير من رجالات التاريخ مفاهيم ثورة الحسين والانتفاع روحياً وفكرياً من مبادئها ومن المواقف السامية التي رافقتها، من أجل الوصول الى الكمال الإنساني. وهذه الجموع الغفيرة التي تزحف كل عام صوب الامام الحسين -عليه السلام-لتأدية زيارة الأربعين تتباين وتختلف ثقافاتهم وجنسياتهم وأعمارهم ووعيهم، لكنهم متفقون على هدف واحد وهو التقرب الى الله، عبر الوصول الى ضريح الإمام الحسين أولاً، ومن ثم الوصول الى درجة من الكمال الانساني عبر القيم والمبادئ التي جاءت من أجلها الثورة."
ومن ناحية أخرى، هناك الكثير من الرسائل الملموسة والأدوات والمخرجات الايجابية التي يمكن أن استثمارها لتكون منهاج عمل على ارض الواقع، ومنهجاً دائماً في الحياة، لكي يصل الانسان الى درجة بلوغ الكمال النفسي، وليس فعلاً آنياً ينتهي مع نهاية مراسيم الزيارة من قبيل حالات الصبر وتحمل التعب وبذل الاموال. فالمسير أو ما نسميه بالمشي نحو كربلاء الحسين انما هو فعل قصدي، أو هو تعزيز لسلوك معين أو تكرار لسلوك نافع وايجابي دعتهم اليه الفطرة، هو فعل فيه تسامح، فيه صبر، وتضحية بالوقت والجهد، والمال، والقدرة العالية على التسامح، والسخاء. وكذلك نلاحظ حالات كثيرة من أنواع التكافل الاجتماعي والرغبة الكبيرة في العمل الطوعي، مثلما هناك سلوكيات ايجابية كثيرة كلها ستكون فائدتها "زمكانية "محددة إذا لم يتم دعمها ورعايتها وتطويرها واحتضانها وتبنيها في المجتمع، وهذا لا يتم إلا عبر القيام بتنفيذ برامج وخطط مدروسة تقوم بها جهات حريصة ومهتمة سواء كانت حكومية أو دينية أو من الفعاليات المجتمعية الأخرى كلاً بحسب رغبته وتخصصه وقدرته على جعلها فعلاً يومياً لخدمة المجتمع داخل العراق وخارجه. كما ان هذه المناسبة او الشعيرة هي بحد ذاتها رسالة اعلامية يمكن استثمارها لنقل صورة حقيقية للآخر، من خلال تبني وسائل الاعلام العراقية لخطاب اعلامي مرئي ومسموع ومقروء يمزج بين العاطفة وبين الأهمية الفكرية والتاريخية لثورة الحسين وشرح أبعادها الانسانية والقيمية، عبر التركيز على نقل الصور الايجابية، واستثمار المتحدثين الذين يمتلكون اللغة الاعلامية الواضحة والطرح الموضوعي المتوازن والفهم العميق لمغزى مسيرة الأربعين والتركيز على أنها ثورة اصلاحية جاءت من أجل قيمة وكرامة الانسان
تابعونا في الجزء الثالث