أكّدت صحيفة الـ "إنديان إكسبريس" الهندية، إنه على غرار إحتشاد أكثر من (20) مليون شخص في مدينة كربلاء بالعراق لإحياء ذكرى أربعينية حفيد النبي محمد، الإمام الحسين "صلوات الله عليهما"، فإن شبه القارة الهندية تشهد هي الأخرى تجمعات لا تقلّ عدداً بغرض إحياء هذه الذكرى ولفترة تصل إلى شهرين وعشرة أيام، يخرج خلالها الناس في مواكب حداد، ويعقدون تجمعات دينية تسمى بـ "المجلس"، مع قراءة القصائد الحسينية المسماة محلياً بـ "مرثيات" أو "نوحا" والتي تروي قصة معركة كربلاء.
وقالت الصحيفة في مقال للكاتبة والصحيفة الهندية المستقلة "زهراء نقوي"، إن من بين الطرق العديدة التي يستذكر بها الناس تضحية الإمام الحسين، هي القيام بطقوس قد تبدو مذهلة وغير قابلة للتفسير للمراقب غير المطّلع، ومنها اللطم على الصدور بالكفيّن العاريتيّن بالترادف مع إيقاع المرثيات، وهي طقوس غير إجبارية ولكنها تتم بحماسة شديدة"، متسائلةً في سياق المقال، عن سبب أهمية هذا الفعل المحدد، نظراً لأن الأشخاص الذوات والأكثر هدوءاً يقفون في الصفوف الخلفية، ويقومون بأخف مراسيم المأتم".
وتتابع الكاتبة أن "إحدى نظرياتها الأولية حول هذا الموضوع هو العمر، فلدى الأشخاص الأصغر سناً المزيد من طاقة الحماسة الإندفاع، وربما تكون هذه قناة -كما تميل الطقوس الاجتماعية والمجتمعية الى الإيحاء-للتخلص من تلك الطاقة في مكان آمن، وبطريقة دينية ومرضية للجميع، إلا أنها وجدت أنه لم يكن جيل الشباب وحده الذي يقف في الصفوف الأمامية، ولكن الجيل الأكبر سناً، مما يشير الى أن العمر لم يكن له علاقة بالموضوع".
وأضافت "نقوي" أنها " لم تدرك حتى شهر كانون الثاني 2020 المغزى المجازي للمأتم، وليس فقط كرمز للحزن، وإنما أيضاً للإحتجاج ضد الظلم والجور، كما حصل التظاهرات الشعبية بمدينة (شاهين باغ) ضد قانون حكومي تم إعتباره في حينها (مسيئاً للمسلمين)"، مشيرةً الى أنها "شهدت بنفسها خلال التظاهرات، جوقة الأصوات الموحدة التي تردد شعارات الوحدة والمساواة، مع التلويح براية الإسلام التي رفعها العباس، شقيق الإمام الحسين (عليهما السلام) في معركة كربلاء، والتي يحتفظ الكثير من الهنود بنسخة منها في منازلهم ويحملونها بكل فخر في مواكبهم العزائية".
وبيّنت كاتبة المقال أن "رفع راية الإمام وإقامة المجالس الحسينية ومآتم العزاء، ليست مجرد شعائر روحية بل رموز للمقاومة، فالمرثيات هي وسيلة لطرح الروايات المضادة، وبصورة تشبه إلى حد كبير ترديد الشعارات ضد الاستبداد بصوت عالٍ فيما العيون تدمع والقبضات ترفع في الهواء، وسط صرخة (هوم ديخنج) التي تعني بالعربية (قرباناً لوجه الله)".
وإختتمت "زهراء نقوي" مقالها بالتأكيد على أهمية ديمومة المواكب الحسينية وتقوية زخمها، معللةً السبب بأنه "عندما يسمعك العالم تهتف وتبكي وتلطم على صدرك ملوحاً براية العباس (عليه السلام)، فسيتمنى العالم معرفة القصة وراء هذا الفعل، وليعرف بعدها كيف إنتصر المظلوم على الظالم، والحق على الباطل".
المصدر: https://indianexpress.com/article/opinion/columns/shaheen-bagh-delhi-protest-6725149/