أفادت وكالة "رويترز" العالمية للأنباء بقيام عالم صناعي باكستاني بإرسال الآلاف من الشتلات إلى العراق من أجل إستخدامها كوسيلة لتوفير الظل للمؤمنين المشاركين في مراسيم زيارة الأربعين المباركة.
ونقلت الوكالة عن العالم الصناعي المتقاعد "محمدي دوربار"، قوله في لقاء خاص داخل مزرعته الواقعة على ضواحي مدينة "كراتشي" إنه "يخطط لزراعة ما يقرب من (50,000) شجرة على جانبي الطريق البالغ طوله (80) كيلومتراً بين مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة"، مضيفاً أن "هذه الفكرة قد راودته منذ العام الماضي بعد إصابة عدد من أقاربه المشاركين في زيارة الأربعين الأخيرة بضربة شمس وإلتقاطهم لصور تكشف عن صحراء قاحلة على طول طريق (يا حسين) الذي يسلكه ملايين المؤمنين بصورة سنوية منتظمة".
وتابعت الوكالة العالمية أن "دوربار البالغ من العمر (85) عاماً قد زار العراق عدة مرات بغية الحصول على موافقات من المسؤولين العراقيين لإتمام مشروعه، فضلاً عن قيامه بزراعة بعض الأشجار في محافظة النجف الأِشرف من أجل التيقّن من إمكانية نموها في الأجواء العراقية، وهو ما تم بالفعل وبنجاح بالغ"، مشيرةً في الوقت ذاته الى أن "أول شحنة من هذه الشتلات قد تم إرسالها مطلع شهر تشرين الثاني الماضي وبواقع (9,800) شتلة تضم ثمانية أنواع مختلفة من الأشجار في رحلة برية عبر إيران إلى العراق، إلا أنها تعرضت للتأخير بسبب الاحتجاجات الجارية في البلاد، والروتين الإداري الذي ساهم هو الآخر بتعطيل دخول الشحنة".
ونقلت "رويترز" عن الصناعي الباكستاني المنتمي الى طائفة "البهرية الداودية" إنه "واثق من إمكانية وصول الأشجار بحالة جيدة الى العراق من أجل وضعها في حضانة خاصة بالعاصمة بغداد خلال فصل الشتاء قبل المباشرة بعمليات الزراعة في شهر آذار من العام المقبل تحت إشراف ما يقرب من عشرة أشخاص متخصصين بهذا المجال، وبمشاركة عجلة حفارة سيقوم بإرسالها لاحقاً من باكستان، حيث ستستغرق العملية برمّتها ثلاث سنوات وبكلفة (25) مليون روبية أي ما يعادل (160 ألف دولار) من نفقته الخاصة".
وإختتم "دوربار" كلامه بالقول إنه "غير متأكد مما إذا كان سيعيش حتى رؤية زائري الحسين يمشون تحت ظل أشجاره، إلا أنه إكتشف مؤخراً هدفه في هذه الحياة بعد عمرٍ طويل في قطاع الصناعة، شاكراً الله عز وجل على فضله وهدايته له الى طريق النجاة".