8:10:45
من جامعة توبنكن الألمانية.. مدير المركز يبحث عدداً من الملفات العلمية مع مركز العلوم الإسلامية انتفاضة حزيران 1915م في كربلاء البرذويل أثر عراقي يشمخ بعناد في صحراء كربلاء ندوة علمية مكتبة مركز كربلاء تُثري رفوفها بمرجع عالمي يفتح آفاقاً جديدة في أبحاث التسويق إن لم يكن عندكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم (ضرورة الرجوع إلى القيّم الحق) ... محمد جواد الدمستاني مساجد كربلاء القديمة...مسجد العطارين متصرفو لواء كربلاء في العهد الملكي..صالح جبر المركز يقيم ورشة بعنوان: ستراتيجيات أمن الحشود في أثناء الزيارات المليونية.. زيارة الأربعين أنموذجاً استمرار الدورة الفقهية في المركز مقابر كربلاء - بعيون كربلائية الجزء الاول 2024 || Karbala Cemeteries - through Karbala eyes 2024 لقاء الدكتور المهندس احمد مكطوف خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين الهيابي ..الواقعة التي هَزم فيها الكربلائيون جيوش العثمانيين ومدافعهم مركز كربلاء يعلن إصدار ثلاثة أجزاءٍ جديدة من كتاب (المنبر والدولة) النائب المهندس زهير الفتلاوي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين النائب السيدة نفوذ حسين الموسوي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين تعزية لقاء المهندس جواد عبد الكاظم علي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين الشباب وزيارة الأربعين: إصدار جديد عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث إعلان
اخبار عامة / تقارير وتحقيقات
06:34 AM | 2023-07-25 2382
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) بين الحقيقة والتشكيك ..(الأسلوب الرابع قمع وإرهاب).. الحلقة الثالثة

 

 

محاصرة كل ما يتصل بعاشوراء، والعمل محوه، وطمس معالمه، من ذاكرة الأمة ووجدانها، والحيلولة دون تجذره في القلوب، وهذا الأسلوب جاء بأشكال متعددة، منها:

الأول: منع رواية قصة قتل الحسين ، وإقامة المآتم الحسينية، من خلال وعاظ السلاطين الذين أفتوا بحرمة إقامة مآتم العزاء، وحرمة رواية مقتله الله، فقد افتى الغزالي في ذلك بقوله: (يحرم على الواعظ وغيره، رواية مقتل الحسين ،وحكاياته وما جرى بين الصحابة من التشاجر والتخاصم، فإنه يهيج على بغض الصحابة، والطعن فيهم وهم أعلام الدين).

 وفي الحقيقة إن اصدار هذه الفتاوى الهدف منه خدمة حكام الجور، وتحقيق مصالحهم.

الثاني: أزلام السلطة وجلاوزتها الذين مارسوا المنع بالقوة والقتل والإرهاب، في محاولة لمحو الواقعة من ذاكرة الأمة، ومشاعرها، وأحاسيسها.

 وقد حفلت كتب التاريخ بالكثير من الحوادث والوقائع التي تعرضت لها مجالس العزاء منذ تأسيسها ؛ فنقل ابن الجوزي وابن الاثير كثيراً منها؛ فمنذ القرن الرابع والهجمات الدموية على الفعاليات العاشورائية تتصدر أحداث الأعوام الهجرية، اذ مارست السلطات العباسية والسلاجقة وآل عثمان والمماليك ومن بعدهم النظام البعثي المقبور أقسى أنواع الظلم والبطش اتجاه هذه الشعائر وبالأمس القريب شهدنا في العراق مجازر التفجيرات، وما زلنا حتى الآن، ولا يكاد محفل من محافل عاشوراء سنويا، يخلو من هجمات متجددة ولاسيما في الباكستان والهند وأفغانستان هذه الهجمات الجبانة والدموية، تكشف حقد عن دفين، وعصبية عمياء، يغذيها المتضررون من كربلاء، ومن نهج عاشوراء.

حكى ابن الجوزي: في يوم الخميس الموافق النصف من جمادى الأولى سنة (٣٨٩هـ)، جرت عادة الشيعة في الكرخ وباب الطاق على نصب القباب، وتعليق الثياب، وإظهار الزينة في يوم الغدير، وإشعال النيران في ليلته، ونحر جمل في صبيحته، فأرادت الطائفة الأخرى أن تعمل في مقابل هذا شيئا، فادعت أن اليوم الثامن من يوم الغدير، كان اليوم الذي مكث فيه النبي في الغار وأبو بكر معه، فعملت فيه مثل ما عملت الشيعة في يوم الغدير وكان ابتداء ما عمل يوم الغار يوم الجمعة، وكذلك جعلوا بإزاء يوم عاشوراء، يوما بعده بثمانية أيام ادعو أنه يوم مقتل مصعب بن الزبير، وزاروا قبره بمسكن كما يزار قبر الحسين.

غير ان هذه المراسيم التي ابتدعها الحنابلة لم تستمر لأن ما تريده السماء شيء وما يريده الإنسان شيء آخر إنة صراع الحق والباطل "حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ".

غير خاف على أحد أن معاوية هو أول من زور التاريخ، وقام باختلاق إن أحب إلي، وأقر لعـ الكثير من الأخبار المزيفة، للتعتيم على منزلة أهل البيت الله وبهذا الصدد حكى المدائني: "وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه، وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر، وقال: إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة، افتعلت في أيام بني أمية، تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون أنوف بني هاشم. قلت: ولا يلزم من هذا أن يكون على يسوؤه أن يذكر الصحابة والمتقدمين عليه بالخير والفضل، إلا أن معاوية وبني أمية كانوا بينون الأمر من هذا على ما يظنونه في على من أنه عدو من تقدم عليه، ولم يكن الأمر في الحقيقة كما يظنونه ولكنه كان يرى أنه أفضل منهم، وأنهم استأثروا عليه بالخلافة من غير تفسيق منه لهم، ولا براءة منهم.

وتابع المدائني قائلا "ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر وقشا في كل مصر، وفي كل وجه وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا، فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحب إلي، وأقر لعيني، وادحض لحجة أبي تراب وشيعته، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله. فقرئت كتبه على الناس، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة، مفتعلة لا حقيقة لها. وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى، حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر، وألقي إلى معلمي الكتاتيب، فعلموا صبياتهم وعلمائهم من ذلك الكثير الواسع، حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن وحتى علموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم، فلبثوا بذلك ما شاء الله.

وانطلاقا من هذا المبدأ الأموي، اختلقت الأقلام فضيلة توازي فضيلة تكلم الرأس الشريف للإمام الحسين الله فقد ذكر الخطيب بالإسناد من إبراهيم بن إسماعيل بن خلف قال: "كان أحمد بن نصر خلي، فلما قتل في المحنة، وصلب رأسه أخبرت أن الرأس يقرأ القرآن، فمضيت فين يقرب من الرأس مشرفا عليه، وكان عنده رجالة وفرسان يحفظونه، فلها هدأت العيون، سمعت الرأس تقرأ: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أن يُتركوا أن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ" فاقشعر جلدي. وعن أحمد بن كامل القاضي عن أبيه أنه قال: وكل برأس أحمد من يحفظه بعد أن نصب برأس الجسر، وإن الموكل به ذكر إنه يراه بالليل يستدير إلى القبلة بوجهه فيقرأ سورة پس ما بلسان طلق، وإنه لما أخبر بذلك طلب فخاف على نفسه فهرب وعن خلف بن سالم أنه قال: عندما قتل أحمد بن نصر وقيل له ألا تسمع. الناس فيه يا أبا محمد؟ قال: وما ذلك؟ قال: يقولون إن رأس أحمد بن نصر يقرأ القرآن قال: كان رأس يحيى بن زكريا يقر.

 وقد علق الشيخ الأميني على هذه الأكذوبة بقوله: "لا تبهظ الخطيب وابن الجوزي هذه الأضحوكة ولا أحسب أنهما يصدقانها، ولكن لما كان يبهظهما وأمثالهما ما يؤثر من أن رأس مولانا أبي عبد الله السبط الشهيد (صلوات الله عليه)، كان يقرأ القرآن الكريم على عامل السنان، ولقد كانت هذه الأكرومة متسالما عليها في العصور الخالية، فنحتوا هذه الأفائك تجاهها تخفيفا لتلك المنزلة الكريمة الخاصة ببضعة المصطفى صلى وحكى ابن عساكر: عن عبد الله بن زاهر الرازي عن الأعمش عن المنهال بن عمرو قال: "أنا والله رأيت رأس الحسين بن علي حين حمل وأنا بدمشق، وبين يدي الرأس رجل يقرأ سورة الكهف، حتى بلغ قوله تعالى أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا قَالَ: فأنطق الله الرأس بلسان ذرب فقال: أعجب من أصحاب الكهف قتلي و حملي.

وتواصلاً مع الحدث نجد ان الروايات الكاذبة كانت أعمق وأقدم من ذلك منها ما نسب الى حكيم بن حزام من أنه ولد في جوف الكعبة والهدف من هذه الرواية من أوضح الواضحات التي تبين منافسة على في تفرده بهذه الخصوصية المقدسة .

 

 

 

 

عبد الامير القريشي

باحث اسلامي

Facebook Facebook Twitter Whatsapp