هل بالإمكان التعويض عن ذلك العطاء الفكري الخالد، او استرداد ما استلبه الاعداء في غفلة من الزمن كي نستطيع ان نبني على اساسها كياننا الحضاري، وترسم في ضوئها مستقبلنا الباسم.
ان الاستعمار واعداء العرب والاسلام أخذوا على عاتقهم منذ الوهلة الأولى وبعد ان وطأت أرجلهم ارض المسلمين انتزاع هذه الكنوز العلمية، واستلامها بشتى الطرق اللاشرعية، والأساليب الجهنمية، تارة بالقوة واخرى بالإغراء ونقلها إلى مكتباتهم التي اضحت اليوم متخمة بالمخطوطات العربية والشرقية.
وفي احصائية لمعهد المخطوطات التابع للجامعة العربية أن عدد المخطوطات العربية في العالم يبلغ ثلاثة ملايين مخطوط، موزعة على مكتبات إيران وتركيا والهند وباكستان وافغانستان والولايات المتحدة وانكلترة وفرنسا والمانيا واسبانيا والاتحاد السوفياتي وغيرها.
ففي إيران عدد هائل من المخطوطات العربية وتشير الاحصائيات الى ان عدد المخطوطات العربية في أمريكا تبلغ أكثر من [٢٠] ألف مخطوط، وعمل مدير معهد المخطوطات الدكتور صلاح الدين المنجد على فهارس (١٦) ألف من هذه المخطوطات.
ففي مكتبة الكونغرس الأمريكي بما يناهز الـ (١٦٤٦) مخطوطة شرقية، وفي مكتبة جامعة برنستن بلغ عدد المخطوطات العربية وحدها ١٠ آلاف مخطوط
وفي الاتحاد السوفيتي كمية كبيرة من المخطوطات العربية النادرة تبلغ زهاء الخمسين ألف مخطوطة هي من انتاج عقول العلماء المسلمين الذين انجبتهم تلك البلاد أيام ازدهار الحضارة الاسلامية أو انتقلت اليها من البلدان الاسلامية بطرق متعددة.
وفي مكتبة الاسكوريال بمدريد ومكتبة المتحف البريطاني في لندن والمكتبة الوطنية في باريس ومكتبات المانيا وغيرها كميات لا تعد من خيرة مخطوطاتنا النادرة.
ومن الجدير بالذكر إن مكتبات علماء كربلاء وفضلائها تزخر بالمخطوطات وتعمل على حفظها من التبعثر في المستقبل، ليطلع العالم على تلك الجهود المضنية التي بذلها علماؤنا وفقهاؤنا وادباؤنا في القرون الماضية، وهي حصيلة اتعاب أجيال متعددة.