ولادته:
بزغ نجم الميرزا محمد تقي الشيرازي في سماء مشرقة بالنجوم وبيت يزهو ويفخر بالأعلام، فأبوه الميرزا محب علي من العلماء الذين وفدوا إلى كربلاء وعاش ومات ودفن فيها، في هذا البيت الذي يملؤه العلم والتقوى والورع والعبادة ولد الشيخ الميرزا محمد تقي بن الميرزا محب علي بن أبي الحسن الميرزا محمد علي المعروف بـ (كلشن) الحائري الشيرازي في شيراز عام (1256هـ/1842م).
هجرته ودراسته:
في عام (1217هـ) هاجر إلى العراق وتحديداً إلى كربلاء لطلب العلم، فتتلمذ على يد كبار العلماء ومدرسي الحوزة العلمية الشريفة فحضر درس العلامة الكبير محمد حسين المعروف بـ (الفاضل الأردكاني) والسيد علي نقي الطباطبائي الحائري فنبغ في هذه الدروس وتميز بين أقرانه فأعدّ عدّته للسفر إلى سامراء لحضور درس المجدد السيد محمد حسن الشيرازي وقد أجيز الميرزا محمد تقي الشيرازي من عدد من العلماء في الاجتهاد والرواية.
الشيرازي في مدينة كربلاء:
شهدت كربلاء بقدوم الميرزا الشيرازي انعطافه تاريخية مضيئة ومهمة تركت أثراً كبيراً في تاريخ العراق السياسي فبعد وفاة السيد كاظم اليزدي في (3/4/1919) أصبح الشيرازي بالإجماع المرجع الأعلى في مرحلة حاسمة من تاريخ العراق ولعل الجانب السياسي قد طغى على كل من كتب عن الميرزا الشيرازي بقيادته لثورة العشرين والدور العظيم الذي قام به في توجيه الثوار ورسم مسارات الثورة وتعبئتها ورفع معنوياتها، لكن الجوانب الأخرى في حياة هذا الرجل الفذ كانت أيضاً زاخرة بالعطاء، فقد تميز بصفات وخصال نادرة في تاريخ الرجال، فإضافة إلى علميته كان انموذجاً للإنسان المسلم الذي يقتدي بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) في السر والعلن وقرن العلم في حياته بالعمل.