ثورة التوابين، هي إحدى الثورات الشيعية التي اندلعت بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، حيث انطلقت الثورة لأخذ الثأر من قتلة الإمام الحسين عليه السلام والشهداء الذين سقطوا معه. وكانت انطلاقة ثورة التوابين سنة (65) للهجرة بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي يؤازره في ذلك جمع من المسلمين الموالين لـأهل البيت عليهم السلام. وقد حارب التوابون الجيش الأموي في معركة عين الوردة نسبة إلى المكان الذي دارت به المعركة.
اجتمع بعد معركة عاشوراء ما يقرب المئة من فرسان الشيعة ووجوههم في بيت سليمان بن صرد الخزاعي وهو أبو المطرف سليمان بن صرد بن جون الخزاعي، ولد في مكة المكرمة، حضر سليمان مع أمير المؤمنين (عليه السلام) حربي الجمل وصفين وكان أحد قادة جيشه في معركة صفين وشهدت له تلك المعركة ببطولاته ومواقفه التي دلت على صلابته وشجاعته.
بدأ سليمان بالكلام وقال "أمّا بعد فإنّي لخائف ألّا يكون آخرنا إلى هذا الدهر الّذي نكدت فيه المعيشة وعظمت فيه الرزيّة وشمل فيه الجور أولي الفضل من هذه الشيعة لما هو خير، إنّا كنّا نمدّ أعناقنا إلى قدوم آل بيت نبيّنا (صلی الله عليه وآله وسلم)، نمنّيهم النصر ونحثّهم على القدوم، فلمّا قدموا ونينا وعجزنا وأدهنّا وتربّصنا حتى قتل فينا ولد نبيّنا (صلی الله عليه وآله وسلم) وسلالته وعصارته وبضعة من لحمه ودمه إذ جعل يستصرخ ويسأل النّصف فلا يعطى، اتّخذه الفاسقون غرضاً للنّبل ودريئة للرماح حتى أقصدوه، وعدوا عليه فسلبوه، ألا انهضوا، فقد سخط عليكم ربّكم ولا ترجعوا إلى الحلائل والأبناء حتى يرضى الله، والله ما أظنّه راضياً دون أن تناجزوا من قتله، ألا لا تهابوا الموت فما هابه أحد قطّ إلّا ذلّ".
عسكر التوابون قبل الالتقاء بجيش الشام في منطقة عين الوردة وأقاموا هناك خمسة أيام فاستراحوا وأراحوا، وكان سليمان بن صرد خلال تلك الأيام يوضح للمقاتلين أصول المعركة وأبعادها كما أرشدهم إلى القائد من بعده، إذ استمرت المعركة أربعة أيام استشهد خلالها الكثير من التوابين وحوصر الباقون من قبل العدو واستشهد القادة واحداً تلو الآخر وبقي منهم جماعة قليلة بقيادة رفاعة بن شداد البجلي اضطرت إلى الانسحاب من المعركة وساروا إلى الكوفة.