عالم مكلل بالجلال والخشوع والجمال، إنه عالم التكيات الحسينية التي انتشرت في شوارع وساحات كربلاء وهي تستذكر ملحمة الحسين (عليه السلام) وأحداثها المتفردة في تأريخ الانسانية، اذ لا يمكن للزائر ان يمر بالتكية مرور الكرام بسبب نفحات الجمال والقدسية التي تفوح من ثرياتها ومصابيحها وصورها وشعاراتها وبخورها الذي يأخذنا الى عالم له خصوصية الأماكن المقدسة.
وفي أيام عاشوراء ترتدي كربلاء المقدسة رداءها الاسود الحزين على مصاب أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وتبدأ بإحياء الطقوس والشعائر الحسينية المقدسة إسهاما منها في نصرة الامام الحسين (عليه السلام) الذي استشهد دفاعا عن الحق والحرية ومقارعة الظلم والباطل بكل أشكاله.
والتكيات يقيمها عدد من اهالي كربلاء ومواكب الزائرين من داخل وخارج العراق من المسلمين هي إحدى الشعائر الحسينية المهمة، اذ يقدمون العاملين في التكية الحسينية الى الزائرين، الشراب والطعام بشكلٍ مجاني خدمةً للمدينة المقدسة وزائريها.
ومن الجدير بالذكر، يستقبل اهالي كربلاء قدوم شهر محرم بتنصيب داخل التكية، المصابيح والفوانيس الملونة التي تضيء اجواء المدينة، وهي دلالة وتعبير عن الترحيب بقافلة الامام الحسين وعائلته واصحابه عليهم السلام
وفي حديث خاص مع الشيخ احمد شمس الدين المتحدث بإسم هيئة شباب جعفر الطيار عليه السلام قال "واقعاً ان هذه "اللالات" التي تُنصب بداية شهر محرم الحرام لها واقعها التأريخي، فكانت سابقاً قبل وجود الكهرباء توضع هذه "اللالات" على هيئة فوانيس تعمل بواسطة النفط او زيت الغاز او مواد اخرى قابلة للاشتعال"
واضاف، انها "كانت تستخدم لإنارة طريق العزيات، لان الشوارع والازقة سابقاً لم يكن فيها إنارة او شبكات كهربائية تساعد الزائرين واصحاب المواكب على الرؤية الدقيقة"
وبعد ذلك أصبح الاهتمام أكثر بهذا الفلكلور العاشورائي، مبيناً السبب الآخر لاستخدامها اذ واصل حديثه قائلاً "انها تُنصب في اليوم الثاني من محرم وهو اليوم الذي وصل فيه ركب الامام الحسين عليه السلام واهل بيته الطاهرين القادم نحو مدينة كربلاء المقدسة، ويتم اشعالها ابتهاجاً بذكرى وصوله "عليه السلام" للمدينة "
مشيراً الى ان هذه النشرات الضوئية يتم اطفائها في اليوم العاشر من محرم الحرام، وغالبية المواكب تعمل على تحويل ألوان هذه اللالات الى اللون الاحمر تعبيراً عن الحزن والأسى على مصيبة سيد الشهداء واهل بيته "عليهم السلام".